3990 - قال : و ذكر عن عطاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل كعبا فقال : أخبرني عن هذا البيت ما كان أمره ؟ فقال : إن هذا البيت أنزله الله من السماء ياقوتة مجوفة مع آدم عليه السلام فقال : يا آدم إن هذا بيتي فطف حوله وصل حوله كما رأيت ملائكتي تطوف حول عرشي و تصلي و نزلت معه الملائكة فرفعوا قواعده من حجارة ثم وضع البيت على القواعد فلما غرق الله قوم نوح رفعه الله و بقيت قواعده ذكر وهب أنه قرأ كتابا من الكتب الأولى وجد فيه ذكر أمر الكعبة فذكر أنه ليس من ملك يبعثه الله إلى الأرض إلا أمر بزيارة البيت فينقض من عند العرش محرما يلبي حتى يستلم الحجر ثم يطوف بالبيت أسبوعا ثم يدخل البيت فيركع في جوفه ركعتين ثم يصعد
3991 - أخبرنا أبو نصر عمر بن قتادة أنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج نا أبو شعيب الحراني نا داود بن عمرو نا أبو الأحوص سلام بن سليم عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة قال : أتيت الرحبة فإذا أنا بنفر جلوس قريب من ثلاثين أو أربعين رجلا فقعدت معهم فخرج علينا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فما رأيته أنكر أحدا من القوم غيري فقال ألا رجل يسأل فينتفع و ينفع جلساءه قال : فقام رجل فقال : و الذاريات ذروا قال : الريح فما الحاملات وقرا ؟ قال : هي السحاب
قال : فما الجاريات يسرا ؟ قال : هي السفن قال : فما المقسمات أمرا ؟
قال : هي الملائكة قال : فما الجواري الكنس ؟ قال : هي الكواكب
قال : فما السقف المرفوع ؟ قال : السماء قال : فما البيت المعمور ؟
قال : بيت في السماء يقال له الضراح و هو بحيال الكعبة من فوقها حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون فيه أبدا
قال : ثم جلس الرجل فقال علي : ألا رجل يسأل فينتفع و ينفع جلساءه ؟
قال : فقام رجل و قال ما العاصفات عصفا ؟ قال : الريح
فقال له رجل : ألا تحدثني ماذا البيت أو هو أول بيت وضع في الأرض ؟
قال : لا و لكنه أول بيت وضع فيه البركة مقام إبراهيم و من دخله كان آمنا و إن شئت أنبأتك كيف بني إن الله عز و جل أوحى إلى إبراهيم عليه السلام أن ابن لي بيتا في الأرض فضاق إبراهيم بذلك ذرعا فأرسل الله إليه السكينة و هي ريح حجوج حتى انتهت إلى مكة و تطوفت موضع البيت و أمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة قال : فبنى إبراهيم حيث استقرت السكينة
قال : و كان يبني هو و ابنه حتى بلغ موضع الحجر الأسود فقال إبراهيم لابنه ابغني حجرا قال : فذهب الغلام يبني ساقا فقال إبراهيم ابغني حجرا كما أمرتك قال : فذهب الغلام ليلتمس حجرا قال : فأتاه و قد ركب الحجر الأسود و في مكانه فقال له : يا أبه من أتاك بهذا الحجر ؟ قال : أتاني به من لم يتكل على بنائك جاء به جبريل عليه السلام من السماء قال : فبناه فمر عليه الدهر فانهدم فبنته العمالقة قال : فمر عليه الدهر فانهدم فبنته جرهم فمر عليه الدهر فانهدم فبنته قريش و رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ رجل شاب فلما أرادوا أن يرفع الحجر الأسود و اختصموا فيه فقالوا ويحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أول من خرج عليهم فقضى بينهم أن يجعلوه في مرط ثم ترفعه جميع القبائل كلهم