كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 3)

4085 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال : سمعت أبا عثمان سعيد بن عثمان الحناط يقول : سمعت عبد البارىء يسأل ذا النون فقال له : يا أبا الفيض لم صير الموقف بالمشعر ؟ يريد عرفات و لم يصير بالحرم ؟ فقال له ذو النون لأن الكعبة بيت الله و الحرم حجابه و المشعر بابه فلما أن قصد الوافدون أوقفهم بالباب الأول يتضرعون إليه حتى إذا أذن لهم بالدخول أوقفهم بالحجاب الثاني و هو مزدلفة فلما نظر إلى تضرعهم أمر بتقريب قربانهم فلما أن قربوا قربانهم و قضوا تفثهم و تطهروا من الذنوب التي كانت لهم حجابا من دونه أمرهم بالزيارة على الطهارة فقال له : يا أبا الفيض لم كره صيام أيام التشريق ؟ قال : لأن القوم هم زوار الله و هم في ضيافته و لا ينبغي لضيف أن يصوم عند من أضافه إلا بإذنه فقيل له يا أبا الفيض فما معنى الرجل يتعلق بأستار الكعبة قال : مثله مثل رجل بينه و بين صاحبه جنابة فهو يتعلق به و يستجدي له رجاء أن يهب له جرمه
4086 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة نا أبو يحيى بن أبي مسرة نا أبو جابر نا هشام بن الغاز عن نافع عن ابن عمر قال : وقف رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النحر عند الجمرات في حجة الوداع فقال :
أي يوم هذا ؟ قالوا : يوم النحر قال : فأي بلد هذا ؟ قالوا : البلد الحرام قال : فأي شهر هذا ؟ قالوا : الشهر الحرام قال : هذا يوم الحج الأكبر فدماؤكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة هذا البلد في هذا اليوم ثم قال : هل بلغت ؟ قالوا : نعم
فطفق رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
اللهم اشهد ثم ودع الناس فقالوا هذه حجة الوداع
قال الشيخ أحمد : استشهد به البخاري في الصحيح

الصفحة 469