كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 4)

الثامن و العشرون من شعب الإيمان و هو باب في الثبات للعدو و ترك الفرار من الزحف قال الله عز و جل : { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } و قال { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار } { ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير } و قال : { يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا } ثم نسخ هذا فقال : { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله } ففرض الثبات للمثل و المثلين و حرم بالآية التي قبلها الفرار و المراد به بدلالة هذه الآية من المثل و المثلين إلا أن يكون متحرفا لقتال و ذلك بأن يكون انصرافهم لمكيدة من مكائد الحرب نحو أن يردهم أنهم قد انهزموا ليتفرق العدو ثم يكروا عليهم أو ليكونوا عند التحرف أمكن للقتال أو متحيزا إلى فئة و ذلك بأن يكون وراءهم فئة يريدون أن يتحيزوا بهم ثم يكروا على العدو
4308 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصغاني نا معاوية بن عمرو نا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر أن عبد الله بن أبي أوفى كتب إليه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تتمنوا لقاء العدو و اسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا و اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف
رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو

الصفحة 49