كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 4)

4317 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في الجزء الذي وجدته فيه سماعي بخط الشعبي قال أنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ نا إبراهيم بن الحسين نا عبد الله بن أبي بكر العتكي نا ربيعة بن كلثوم بن حر عن زياد بن مخراق عن ابن عمر : أن النبي صلى الله عليه و سلم مر بخباء أعرابي و هو في أصحابه يردون الغزو فرفع الأاعربي ناحية من الخباء فقال من القوم ؟ فقيل له رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه يريدون الغزو فقال : هل من عرض الدنيا يصيبون ؟ قيل له نعم يصيبون الغنائم ثم تقسم بين المسلمين فعمد إلى بكر له فاعتقله و سار معهم فجعل يدنو بكره إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و جعل أصحابه يذودون بكره عنه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
دعوا لي النجدي فو الذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة
قال : فلقوا العد فاستشهد فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه و سلم فأتاه فقعد عند رأسه مستبشرا أو قال : مسرورا يضحك ثم أعرض عنه فقلنا يا رسول الله رأيناك مستبشرا تضحك ثم أعرضت عنه فقال : أما ما رأيتم من استبشاري أو قال : سروري فلما رأيت من كرامة روحه على الله تعالى و أما اعراضي عنه فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه
4318 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو حبيب محمد بن أحمد بن موسى المصاحفي نا سهل بن عمار نا عبيد الله بن موسى نا أبو حمزة الثمالي عن أبي اليقظان عن زاذان عن جرير قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على رواحلنا فرفع له شخص فقال : هذا رجل لا عهد له بالطعام منذ كذا و كذا و إياي يريد فأسرع النبي صلى الله عليه و سلم و أسرعنا معه حتى استقبله فإذا فتى قد انتثرت شفتاه من أكل الثلج فسأله من أين أقبلت فحدثه فقال : و أنا أريد يثرب أريد محمدا لأبايعه قال : فأنا محمد أنا رسول الله قال السلام عليك يا رسول الله صف لي الإسلام قال : أن تشهد أن لا إله إلا الله و إني رسول الله و تقر بما جئت من عند الله قال : أقررته قال : و تقيم الصلاة قال : أقررت قال : و تؤدي الزكاة قال : أقررت قال : و تصوم رمضان قال : أقررت قال : و تحج البيت قال : أقررت ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم قال جرير : وازدحمنا حين أنشأ يصف له الإسلام لننظر إلى أي شيء تنتهي صفته و كنا نهابه أن نسأله ثم انصرف و انصرفنا معه فوقع يد بكره في أذاقيق الجرذان فاندقت عنقه فمات فقالوا قد مات يا رسول الله فأتاه رسول الله صلى الله عليه و سلم فنظر إليه ثم أعرض عنه بوجهه فقال : احملوه إلى الماء فأمرنا فدفناه فغسلناه و حنطناه ثم قال : احفروا له لحدا و لا تشقوا له اللحد فإن لنا و الشق لأهل الكتاب و جلس على قبره لا يحدثنا بشيء ثم قال : ألا أحدثكم حديث هذا الرجل هذا امرء عمل قليلا و أجر كثيرا هذا ممن قد قال : الله عز و جل :
{ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم }
إني أعرضت عنه أنفا و ملكان يدسان في شدقه من ثمار الجنة فعرفت أن الرجل كان جائعا

الصفحة 53