كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 5)
7326 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب نا أبو يحيى بن أبي ميسرة المكي نا يعقوب بن محمد الزهري نا محمد بن إسماعيل يعني ابن أبي فديك نا الضحاك بن عثمان عن محمد بن المنكدر عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن أبي بكر قال يعقوب : و حدثني محمد بن أبي سلمة عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن عبد الرحمن بن سعيد عن جبير بن الحارث عن أبي بكر قال : قيل يا رسول الله أي العمل أفضل قال : العج والثج
7327 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله نا سليمان بن حرب نا شعبة عن زبيد عن الشعبي عن البراء قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم النحر فقال :
إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل أن يصلي فإنما هو لحم عجله لأهله وليس من النسك في شيء
قال أبو بردة : جذعة خير من مسنة أجعلها مكانها قال : أذبحها قال : اذبحها ولا توفي لأحد بعدك قال : و نا أبو مسلم نا حجاج بن المنهال نا شعبة بإسناده نحوه رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب و حجاج بن منهال وأخرجه من وجه آخر عن شعبة قال الإمام أحمد : وأمر الله عز و جل خليله إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه فلما هم بذلك فداه بذبح عظيم فثبت أن التقرب بإراقة الدماء لوجه الله عز و جل سنة الأنبياء صلوات الله عليهم وأنها من جملة ما أمرنا بالاقتداء بهم فيه كما
7328 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري في قوله : ـ { إني أرى في المنام أني أذبحك } قال : أخبرني القاسم بن محمد قال : اجتمع أبو هريرة و كعب فجعل أبو هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم وجعل يحدث كعب عن الكتب فقال أبو هريرة قال النبي صلى الله عليه و سلم
إن لكل نبي دعوة مستجابة وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة
فقال له كعب : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم قال : فداه أبي وأمي أولا أخبرك عن إبراهيم عليه السلام أنه لما أري ذبح ابنه إسحاق قال الشيطان : إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم أفتنهم أبدا فخرج إبراهيم بابنه ليذبحه فذهب الشيطان فدخل على سارة فقال : أين يذهب إبراهيم بابنك قالت : غدا به لبعض حاجته فقال : إنه لم يغد به لحاجة إنما ذهب به ليذبحه قالت : ولم يذبحه قال : يزعم أن ربه أمره بذلك قالت : فقد أحسن أن يطيع ربه فخرج الشيطان في أثرهما فقال للغلام : أين يذهب بك أبوك قال : لبعض حاجته قال : إنه لا يذهب بك لحاجة ولكنه يذهب بك ليذبحك قال : لم يذبحني قال : يزعم أن ربه أمره بذلك قال : فو الله لئن كان أمره بذلك ليفعلن قال : فيئس منه فتركه ولحق بإبراهيم فقال أين عدوت بابنك قال : لحاجة قال : فإنك لم تغد به لحاجة إنما غدوت به لتذبحه قال : ولم أذبحه قال : تزعم أن ربك أمرك بذلك قال : فو الله لئن كان الله أمرني بذلك لأفعلن قال : فتركه ويئس أن يطاع قال :
{ فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين }
قال : فأوحى إلى إسحاق أن ادع فإن لك دعوة مستجابة قال إسحاق اللهم إني أدعوك أن تستجيب لي أيما عبد لقيك من الأولين والآخرين لقيك لا يشرك بك شيئا أن تدخله الجنة قال الحليمي رحمه الله : والمعنى في ذلك والله أعلم أن من حج واعتقد في حجه ما قدمنا ذكره في بابه من أنه قد انسلخ من زينة الدنيا وشهواتها وخلفها وراء ظهره وتاب من الذنوب طهر منها قلبه وجاء معتذرا متنصلا منيبا إلى ربه أمر أن يقرب بذلك قربانا يقربه له من بعض ما أحل له من بهيمة الأنعام حتى إذا رمى اتبعه نحره أو ذبحه وكان كأنه يقول : اللهم إني قد أتيت من التقصير في حقوقك وكسبت من السيئات ما لو كان لي إلى نحر نفسي سبيل لنحرتها عقوبة لها بما أسلفت من المعاصي ولكنك حرمت ذلك علي وأحللت لي بهيمة الأنعام وإني متقرب إليك بهديي هذا فاقبله مني واجعله فداء لي بمنك وطولك كما فديت ابن خليلك إبراهيم بالذبح العظيم برحمتك وفضلك واقبله مني كما قبلته من إبراهيم خليلك ومن محمد نبيك ورسولك ونحر وذلك بقلبه ويعتقده ويعلم أن هذا معنى قربانه وغرضه وإن قاله بلسانه فلا بأس ما قلته من هذا فهو في الأضحية مثله ليس بينهما فرق سوى أن ذلك هدي إلى البيت الحرام وهذا ليس بهدي وهما جميعا سنة مباشرة وليس بفرض لأن إخلاص التوبة تجزي عن الفدية كما تجزي عن الاستغفار لكن الاستغفار معها من أعظم السنن كذلك الفدية قال الإمام أحمد رحمه الله : ثم ذكر الحليمي ما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما لا يجزي من الضحايا وهو ما
الصفحة 476
488