الثالث و الخمسون من شعب الإيمان و هو باب في التعاون على البر و التقوى ـ قال الله عز و جل : { و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان } و معنى هذا الباب أن المعاونة على البر بر لأنها إذا عدمت مع وجود الحاجة إليه لم يوجد البر و إذا أوجدت وجد البر فبان بأنها في نفسها بر ثم رجح هذا البر على البر الذي ينفرد به الواحد بما فيه من حصول بر كثير مع موافقة أهل الدين و التشبه بما بني عليه أكثر الطاعات من الاشتراك فيها و أدائها بالجماعة و بسط الكلام في ذلك
7606 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق الصغاني و العباس الدوري قالا نا يزيد بن هارون أنا حميد عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم و في رواية الدوري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما ؟
قال تمنعه من الظلم أخرجه البخاري من وجه آخر عن حميد و أخرجه مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر بمعناه
قال الإمام أحمد رحمه الله : و معنى هذا أن الظالم مظلوم من جهته كما قال الله عز و جل :
{ و من يعمل سوءا أو يظلم نفسه } فكما ينبغي أن ينصر المظلوم إذا كان غير نفس الظالم ليدفع الظلم عنه كذلك ينبغي أن ينصر إذا كان نفس الظالم ليدفع ظلمه عن نفسه و إنما أمر كل واحد بنصرة أخيه المسلم إذا رآه يظلم و قدر على نصره لأن الإسلام إذا جمعهما صارا كالبدن الواحد كما أن إخوة النسب لو جمعتهما كانا كالبدن الواحد و الدين أقوى من القرابة و أولى بالمحافظة عليه منها و إلى هذا وقعت الإشارة بقوله عز و جل :
{ إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم } و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم ما