9157 - قال أبو عبيد : و حدثني حجاج عن ابن جريج : في قوله عز و جل :
{ و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا }
قال : لم يكن الأسير على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا من المشركين قال أبو عبيد : فأرى أن الله قد أثنى على من أحسن إلى أسير المشركين فحمل أبو عبيد هذا على ابتداء الإحسان إلى كل واحد
9158 - أخبرنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني أنا أبو علي الحسن بن العباس البغدادي بمكة نا إسحاق الحربي نا إسحاق بن أبي إسرائيل نا عبد الرزاق عن أبيه عن بكار بن وهب قال : سمعت وهب بن منبه يقول : تركك المكافأة تطفيف قال الله عز و جل :
{ ويل للمطففين }
9159 - أنشدنا أبو عبد الرحمن السلمي أنشدني محمد بن الحسن البصري ـ لمنصور الفقيه رحمه الله : - ( ثمن المعروف شكر و يد المنعم ذخر )
( و بقاء الذكر في الأحيا ء للأموات عمر )
( و بحسب المرء جزاء أن يقول الناس حر )
و أما مكافأة المسيء بإساءته مما يجوز في الشرع فعليها جبلة أكثر الخلق و الذي استحبه ذوو الأحلام و النهي من مكارم الأخلاق التجاوز و العفو و قد مضى ذلك في باب حسن الخلق
9160 - أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ حدثني عبد المؤمن بن أحمد بن مؤثرة قال : نا أبو حاتم الرازي نا صفوان بن صالح نا حمزة عن ابن شوذب قال : كنا عند مكحول ومعنا سليمان بن موسى فجاء رجل و استطال على سليمان و سليمان ساكت فجاء أخ سليمان فرد عليه فقال مكحول : لقد ذل من لا سفيه له
9161 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري نا الحسين بن محمد بن زياد القباني حدثني أبو بكر محمد بن الحسين أنه سمع صالح بن جناح يقول : إعلم أن من الناس من يجهل إذا حلمت عنه و يحلم إذا جهلت عليه و يحسن إذا أسأت به و يسيء إذا أحسنت إليه و ينصفك إذا ظلمته و يظلمك إذا أنصفته فمن كان هذا خلقه فلا بد من خلق ينصفه من خلقه ثم نجه بنصف من تحته وجهالة تقدح من جهالته وإلا أذلك لأن بعض الحلم إذعان و قد ذل من ليس له سفيه يعضده و ضل من ليس له حليم يرشده و في الجهالة و نفعها الإحسان يقول :
( لئن كنت محتاجا إلى الجهل إنني إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج )
( و لي فرس للحلم بالحلم ملجم و لي فرس للجهل بالجهل مسرج )
( فمن شاء تقويمي فإنني مقوم و من شاء تعويجي فإني معوج )
( و ما كنت أرضى الجهل خدنا و لا أخا ولكنني أرضى به حين أحوج )
( فإن قال بعض الناس فيه سماجة فقد صدقوا والذل بالحر أسمج )