كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 7)

السبعون من شعب الإيمان و هو باب في الصبر على المصائب و عما تنزع إليه النفس من لذة و شهوة - قال الله عز و جل : { و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين } أراد بالصبر الصوم قال الإمام أحمد :
9680 - و روينا هذا عن مجاهد : و هذا لما في الصيام من الصبر على الطعام و الشراب المعتادين بالنهار مع تحرك الطبع نحوهما و نزوع النفس إليهما و لهذا قيل لشهر رمضان شهر الصبر و قد مضى الخبر فيه في باب الصيام و قيل أراد بالصبر الصبر على ما يعرض للمسلمين من قتل أعدائهم المشركين ثم قال : { و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين } فقيل رجعت الكناية إلى الصلاة وحدها و قيل رجعت إلى كل واحد منهما بمعنى الخصلة أو الطاعة أو الفعلة كأنه قال : و إن كل واحدة من هاتين الخصلتين لكبيرة أي شاقة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم في ذلك الوقت فهم يحبون أم يردوا إلى الله صائمين
قال جل جلاله :
{ يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر و الصلاة إن الله مع الصابرين }
فالأشبه بالصبر في هذه الآية الصبر على الشديدة لأنه اتبع مدح الصابرين بقوله تعالى :
{ و لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء و لكن لا تشعرون }
{ و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون }
و بسط الكلام في معنى هذه الآية

الصفحة 113