الرابع و السبعون من شعب الإيمان و هو باب في الجود و السخاء قال الله عز و جل : فيما يثني به على الذين يسمحون بأموالهم لأهل الحاجة إليها : { و سارعوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السماوات و الأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء و الضراء و الكاظمين } و قال : { هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون } إلى غير ذلك من الآيات و ذم البخلاء في غير آية فقال : { الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا } و قال : { فمنكم من يبخل و من يبخل فإنما يبخل عن نفسه } و قال : { والله لا يحب كل مختال فخور * الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد } و قال : { و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون }
10825 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا العباس بن الفضيل النضروي نا أحمد بن نجدة نا سعيد بن منصور نا خالد بن عبد الله عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس : في قوله عز و جل : { فأما من أعطى و اتقى * و صدق بالحسنى }
قال : أعطى من ماله و اتقى ربه
{ و صدق بالحسنى } : بالخلف من الله عز و جل
{ فسنيسره لليسرى } : قال : للخير من الله عز و جل { و أما من بخل و استغنى * و كذب بالحسنى } قال : بخل بماله و استغنى عن ربه و كذب بالخلف من الله
{ فسنيسره للعسرى } : للشر من الله عز و جل : قال الإمام أحمد : فثبت بجميع ما ذكرناه أن الجود من مكارم الأخلاق و البخل من أراذلها و ليس الجواد الذي يعطي في غير موضع العطاء و لا البخيل الذي يمنع في موضع المنع لكن الجواد من يعطي في موضع العطاء و البخيل الذي يمنع في موضع العطاء فكل من استفاد بما يعطي أجرا أو حمدا فهو الجواد و من استحق بالبخل ذما أو عقابا فهو البخيل و بسط الكلام فيه