كتاب شعب الإيمان للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 7)

السادس و السبعون من شعب الإيمان و هو باب في الإصلاح بين الناس إذا مرجوا و فسدت ذات بينهم إما لدم أريق و إما لمال حظير أصيب لبعضهم و إما لتنافس وقع بينهم أو غير ذلك من الأسباب التي تفسد بين الأخوة و تقطع المودة قال الله تعالى : { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس } و قال : { إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم } أي بين كل اثنين منكم و من قرابين إخوتكم فالمعنى بين جماعتهم إذا فسد ما بينهم و قال : { و إن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا و الصلح خير } و قال تعالى : { وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما } و أباح رسول الله صلى الله عليه و سلم لمن تحمل حماله في إصلاح ذات بين أن يأخذ من الصدقات ما يستغني به على قضاء دينه و إن لم يكن فقيرا و ذلك راجع إلى الترغيب في الإصلاح و تخفيف الأمر على القائمين به ليكون تخفيفه عليهم مبعثا له على الدخول فيه
11084 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن العباس المؤدب ثنا يحيى بن أيوب ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس : في قول الله عز و جل :
{ اتقوا الله و أصلحوا ذات بينكم }
قال : هذا مخرج من الله عز و جل على المؤمنين أن يتقوا الله و يصلحوا ذات بينهم

الصفحة 487