كتاب شرح كتاب الحج من بلوغ المرام

وأما رواية موسى بن عقبة فقد رواه عنه ابن جريح مرسلًا.
وأما رواية حاتم بن إسماعيل عنه عن أخيه إبراهيم متصلًا.
وقد سأل الأثرم أحمد - رحمه الله - عن هذا الحديث هل هذا عن كريب مرسلًا أم متصلًا عن ابن عباس فقال: هو عن ابن عباس صحيح.
قيل لأبي عبد الله أن الثوري ومالكًا يرسلانه، فقال: معمر وابن عيينة وغيرهما قد أسندوه.
وقال البخاري في تاريخه: (1/ 198 - 199) بعدما تطرقه إلى من أرسله ومن أسنده قال: أخشى أن يكون مرسلًا في الأصل.
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (13/ 329): هو حديث مسند صحيح؛ لأنه حديث قد أسنده ثقات ليسوا بدون من قطعه.
وقال في التمهيد (1/ 100): والحديث مسند ثابت الاتصال لا يضره تقصير من قصر به؛ لأن الذين أسندوه حفاظا ثقات.
قلت: لا ريب في أن الحديث محفوظًا مسندًا والبخاري شك فيه، فأعرض عن إخراجه في صحيحه فكان ماذا؟.
شرح الحديث:
الروحاء اسم محل بين مكة والمدينة، والركب جمع راكب وأقله ثلاثة، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنِ القَوْمُ؟» يعني حتى يتبين أمرهم خشية أن يكونوا من العدو.
(قَالوا: المُسْلِمُونَ)
فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟
فَقَالَ: «رَسُولُ اللهِ»

الصفحة 26