كتاب شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها

الكتاب اسم الحماسة.
وأبواب الحماسة كما أشرنا من قبل عشرة أبواب، هذا ما نجده في ديوان الحماسة وفي الشروح التي وقفنا عليها عدا شرح المرزوقي الذي فصل بين الأضياف والمديح، فجعل كلا منهما بابًا مستقلًا، ولذلك بلغت الأبواب في شرحه أحد عشر بابًا، وأغلب ظننا أن هذا ليس من عمل المرزوقي، وإنما هو من عمل نساخ شرحه، لأن جملة من القطع وردت عنده في باب المديح هي من الأضياف ولا مسوغ لها إذا كان الأضياف والمديح بابًا واحدًا، وكذلك الشأن في باب الأضياف فقد وردت فيه قطع من المديح لا يصلح موضعها إلا في باب المديح. هذا فضلًا عن أن المرزوقي كان يختم كل باب بعبارة تدل على الفراغ منه مثل قوله في نهاية باب الحماسة: "تم باب الحماسة بحمد الله الذي هو ولي الحمد"، وقوله في نهاية باب الرثاء: "تم باب المراثي بسحن توفيق الله وجميل صنعه"، ولم يقل ذلك في باب الأضياف الذي تلاه باب المديح، ولم يكن المرزوقي ليفصل بين البابين وهو يعلم أن القطع متداخلة فيهما، ولا ينوه لذلك في شرحه. على أن الثابت لدى الشراح الذين وقفنا على شروحهم أنهم يسمون هذا الباب بباب الأضياف والمديح، كما هو الحال عند أبي عبد الله النمري في "معاني أبيات الحماسة" أو بباب الأضياف فقط كما ورد عند زيد بن علي الفارسي وغيره. وفي كشف الظنون قال حاجي خليفة - وهو يتحدث عن أبي تمام وكتاب الحماسة -: "وجمع فيه ما اختاره من أشعار العرب العرباء مرتبة على أبواب عشرة: الحماسة، والمراثي، والأدب، والتشبيب، والهجاء، والإضافات، والصفات، والسير، والملح، ومذمة النساء.
ولقد تفاوتت القطع الشعرية في هذه الأبواب فكان أكثر الأبواب قطعًا هو باب الحماسة، وأقلها قطعًا باب الصفات الذي لم يتجاوز الأربع قطع في بعض الروايات، وأغلب الروايات اتفقت على ثلاث قطع فقط.

الصفحة 22