كتاب شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها

تعالوا أفاخركم أأعيا وفقعس إلى المجد أدنى أم عشيرة خاتم
أشار المرزوقي إلى رواية أخرى تقول: "أأعيار فقعس" ثم عقب بقوله: "وقد رجعنا إلى نسخ مختلفات المصادر فوجدناها متوافقة في تحملها: أأعيا وفقعس".
ولكن إذا كنا قد ذهبنا إلى أن الاختلاف في عدد القطع بين هذه الروايات نتج عن اختلاف النسخ التي اعتمد عليها الشراح فيجب أن نكون حذرين في أخذ هذا السبب بأن لا نعممه فنجعله سببًا في كل خلل وقع في هذه الأبواب وبخاصة حين نرى قطعًا وضعت في أبواب ليست في موضعها الذي وضعت فيه، وهذا ما نحاول مناقشته فيما يلي:
4 - وجود قطع في الأبواب ليست منها:
وإذا كان أبو تمام قد صنف اختياره على عشرة أبواب كما أوضحنا، فمن المراعى أن تكون القطع الواردة في كل باب مجانسة له، ولا تخرج من حيزه إلى باب آخر. غير أن ما لاحظناه هذا الشأن أن خللًا ما وقع في بعض هذه الأبواب، إذ روي شعر في بعض الأبواب لا ينبغي أن يكون فيها، وقد ناقش الأستاذ علي النجدي ناصف هذا الجانب فأشار إلى أن أبا تمام "قد أدخل في الحماسة ما لا يبدو أنه منها إلا ببعض الحيلة والتكلف، فقد كان يدخل فيها وفي غيرها ما لا يبدو أنه منها، ولا أعتقد أن الحيلة أو التكلف يمكن أن يجديا عليه في ذلك شيئًا".
ولقد قصد الأستاذ علي النجدي بالحيلة والتكلف ما كان يصنعه بعض الشراح في التعليل لوجود قطعة وردت في باب لا تجانسه، وذلك مثل المرزوقي الذي قال في بيتي معدان بن جواس الواردين في باب الحماسة واللذين يقول فيهما:

الصفحة 25