كتاب شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها

والشروح الأخرى المخطوطة.
وكان من الطبيعي أن تقوم دراستنا في شروح النوع الثاني والثالث، والتي تبلغ في مجموعها ستة عشر شرحًا، منها ستة شروح في القرن الرابع، وسبعة شروح في القرن الخامس، وثلاثة شروح في القرن السادس.
وحين بلغت الدراسات الممهدة غايتها في الوصول إلى تحديد الشروح التي يقوم عليها بحثنا وفق ما حددناه من فترة زمنية، اتجه البحث إلى دراسة مناهج هذه الشروح وتطبيقها في نماذج من أعمال الشراح، وذلك من خلال نظرة موازنة تحكم العمل وتضبطه، فكان أن قام القسم الثاني من هذا الكتاب مشتملًا على ستة فصول، جاء الفصل الأول في مناهج الشراح، حيث بدأنا العمل فيها بالوقوف على المناهج الثلاثة التي حددها الدكتور أحمد جمال العمري لشراح الشعر الجاهلي وهي: المنهج النقلي الالتزامي، والمنهج الإبداعي الفني، والمنهج التجميعي الانتخابي التكميلي، وعرضنا ما أورده من معايير وصفا لهذه المناهج، ورأينا أنه إذا كان شراح الشعر الجاهلي قد ساروا في شروحهم وفق هذه المناهج، فإنها بمعاييرها وصفاتها التي حددها الدكتور العمري ليست بالضرورة أن تنطبق على شراح الحماسة، وذلك بسبب أمور أربعة أعطيناها حقها في المناقشة والشرح وانتهينا إلى أن أحد هذه المناهج وهو المنهج النقلي الالتزامي لم يتخذ سبيلًا من قبل شراح الحماسة وإن كان لا نعدم من أثر له في بعض أعمال الشراح، وأن منهجين فقط يمكن أن نجدهما لدى شراح الحماسة وهما: المنهج الإبداعي الفني، والمنهج التجميعي الانتخابي، غير أننا سجلنا بداية أن جملة من المعايير والصفات التي أسبغها الدكتور العمري على هذين المنهجين بدت لنا عند التطبيق في شروح الحماسة نظرية بحتة لا سبيل إليها في هذه الشروح إلا عن طريق تصيد الأمثلة النادرة.
وبجانب هذين المنهجين لاحظنا أن شراح الحماسة قد حققوا بأعمالهم ثلاثة مناهج أخرى هي: المنهج العلمي التخصصي، والمنهج التتبعي التقويمي، والمنهج الاختصاري التسهيلي. وبذلك بلغت مناهج الشراح خمسة مناهج من حيث التقنين والتطبيق. وأوضحنا من خلال الموازنة والشرح المعايير والصفات التي تقوم عليها

الصفحة 398