كتاب شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها

هذه المناهج، فبدأنا بالمنهج الإبداعي الفني الأدبي، وعرضنا إلي الجانب النظري في معايير الدكتور العمري التي طرحها في هذا المنهج، وذلك من خلال نظرتنا إلي شرح المرزوقي الي يعد خير من يمثل هذا المنهج من شراح الحماسة، وحددنا وفق الرؤية التطبيقية المعايير والصفات التي رأيناها في قيام هذا المنهج.
انتقلنا بعدها إلي المنهج العلمي التخصصي فلاحظنا أوجه التشابه والاختلاف بينة وبين المنهج السابق موازنين بين المنهجين خارجين من هذه الموازنة بأهم المعايير والصفات التي أتصف بها هذا المنهج مؤكدين أن من أفضل من أتخذ هذا المنهج سبيلا هو أبو الفتح عثمان بن جني في عملية ((المبهج)) و ((التنبيه)) تدرجنا بعدها إلي المنهج التتبعي التقويمي فلاحظنا أنه منهج برز عند علماء القرن الرابع وما تلاه من قرون، وأن الأعمال فيه لم تقم من تلقاء ذاتها كما هو الحال في المنهج الإبداعي الفني، والمنهج العملي التخصصي، وإنما قامت بناء علي أعمال السابقين من حيث إنه منهج يقوم علي تتبع أعمال الشرح السابقين ورصد ما فيها من أخطاء وأوهام، ومناقشتها بالتقويم والتصحيح، وهو لهذا منهج يقوم علي طريقتين: طريقة في إنشاء الكتب وتأليفها وطريقة في التتبع والتقويم، ولا تخلو الطريقة الثانية من تأثر بالمناهج الأخرى، ورأينا أن أبرز من سلك هذا المنهج في أعمال الحماسة عالمان أحدهما أبو هلال العسكري والآخر أبو محمد الأعرابي.
ثم كان أن وقفنا عند المنهج التجميعي الانتخابي فلاحظنا أنه مثل المنهج التتبعي التقويمي علي أعمال السابقين ولكنة يختلف عنة في أنه لا ينظر في أعمال السابقين ليتتبعها ويقوم ما فيها من أخطاء. وإنما هو منهج يجمع أعمال السابقين لينتخب منها شرحا مستوفيا لجميع عناصر الشرح، ولاحظنا أن الخطيب التريزي يعد رائدا في هذا المنهج، غير أن دراسة شرحه جعلتنا نقف من المعايير والصفات التي حددها الدكتور العمري لهذا المنهج موقف المعترض من حيث إن بعضها قد بدا نظريا بحتا يصعب تحققه في شرح التبريزي للحماسة، ولقد فصلنا الحديث في هذا الجانب ووضحنا بالشرح والأمثلة كل ما يدعم هذا الاعتراض، وانتهينا إلي أنة بالرغم من الخلل الواضح الذي وقع فيه التبريزي في مواضع من شرحه بسبب

الصفحة 399