كتاب شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها

وحين انتهينا من تحديد المعايير والصفات التي قامت عليها هذا المناهج الخمسة أقتضي العمل أن نتوالى فصول خمسة في هذا القسم خصصنا كل فصل منها لتطبيق منهج من هذه المناهج، فبدأنا بالمنهج الإبداعي الفني الأدبي، ودرسنا عمل أبي علي المرزوقي من خلال فعرضنا أولا لشخصيته وما تركبت علية من نزعة اعتداد وتعال أثرت في مصادرة وعملة فلاحظنا أنها أثرت في مصادرة من حيث جعلته قليل الإفادة من الأعمال التي سبقته في شرح الحماسة بل جعلته يتعمد الإغضاء من العلماء السابقين له أو المعاصرين ممن لهم صلة بعملة في الحماسة، الأمر الذي أدي إلي حرماننا من معرفة جل الشروح التي أفاد منها في شرحه، ولاحظنا أنها أثرت في عمله في الشرح حيث جعلته متفردا بآرائه، حتى في اللغة والنحو- وهما من العلوم التوفيقية- رأينا عملة فيهما دالا علي ذاتيته وتفرده في تحليلاته اللغوية ومناقشاته للمسائل الإعرابية.
ولقد حاولنا أن نتتبع أعمالة في الحماسة من خلال عناصر الشرح فرأيناه قليل الاهتمام بعناصر ثلاثة هي: مناسبات الشعر التاريخية وأخبار الشعر، وتفسير أسماء الشعراء والأعلام، وتحديد بحور الأشعار وأضربها وقوافيها. ولقد عللنا ذلك بأنة لم يقف علي شرح أبي رياش ذي الاهتمام بالأخبار التاريخية ومناسبات الشعر. ولم يقف علي كتاب ((المبهج)) لأبن جني ذي العناية بشرح أسماء الشعراء والأعلام. أما خلو شرحه من تحديد أوزان الشعر وما يتصل بها من ضروب وقواف فقد عللناه بأن هذا العنصر لم يكن من العناصر التي أهتم بها الشراح في زمنه وما قبلة.
إن العناصر التي تجلت فيها عبقرية المرزوقي هي: الرواية، واللغة، والنحو، والمعاني، والبلاغة، والنقد. لقد حقق فيها أعمالا طيبة، أكدت دراستنا لها أنها تدل علي ذاتية متفردة وعلي إبداع وفنية، وعلي أسلوب أدبي مشرق برغم جنوحه المتكرر إلي أساليب المعلمين.
لقد عشنا مع المرزوقي في هذه العناصر، ودرسناها عنصرا عنصرا، حتى مذهبة النحوي أفضنا في دراسته ومناقشته، فكان أهم ما خرجنا به أن المرزوقي بمنهجه الإبداعي الفني الأدبي قد كان معلما بارزا في عملة الذي أداة في الحماسة،

الصفحة 401