كتاب شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها

فشرحه يعد نسيج وحدة بالقياس إلي الشروح التي وصلت إلينا.
أما المنهج العلمي التخصصي فقد اخترنا لتطبيقه أعمال أبن جني في كتابية ((المبهج)) و ((التنبيه)) فلاحظنا أنه جعل من ديوان الحماسة وأسماء وشعرائه وما ورد فيه من أعلام مجالا يثير فيه كوامن العلوم التي تخصص فيها، بل لاحظناه أنه الشارح الوحيد الذي لم يكتب للعامة، وإنما قد قصد بأعماله خاصة الخواص من ذوي التخصصي العالي والملكات ذات القدرة علي الفهم والاستيعاب.
لقد تتبعنا عملة في المنهج ورأينا كيف أنه أبتدع عنصرا جديدا من عناصر الشرح يتصل بشرح أسم صاحب النص شرحا لغويا بحتا، يبحث فيه عن اشتقاق العلم، ما كان مرتجلا وما كان منقولا، وما يتصل به من نظائر في كلام العرب أو في القياس. لقد عرضنا عملة في جوانب متعددة، فلاحظنا أنة عمل دل علي سيادة مطلقة في علم التصريف، وعلي علو باذخ في الاشتقاق، واستيعاب تام لما يقبله القياس وما لا يقبله.
وحين عرضنا إلي كتابة ((التنبيه)) وتتبعنا عملة في عناصر شرح الشعر لاحظنا أنه في عنصر الأوزان والقوافي لم تكن نظرته في معالجته عامة تشمل سائر نصوص الحماسة وإنما كانت نظرة خاصة تختص بما يثير قضية فحسب. كذلك رأيناه في عنصر الرواية يختلف عن الإبداعيين الفنيين الذين رأيناهم يناقشون الرواية من وجوه مختلفة، أما هو فقد ينظر إلي الرواية من جهة اللغة وجهة الإعراب، ولا يقف عندها إلا إذا كانت ذات معضلة تعوز الشرح، أو مشكلة إعرابية تحتاج إلي تأويل وإيضاح، وكذلك كان حالة في اللغة والنحو، لم يتخذ منهما وسيلة يستعين بها في تفسير الألفاظ والتراكيب بغية الوصول إلي معني النص كما هو الحال عند سائر الشراح الآخرين، وإنما كان عملة اللغوي موقوفا علي النظر إلي الألفاظ والتراكيب بغية الوصول ألي معني النص كما هو الحال عند سائر الشراح الآخرين، وإنما كان عملة اللغوي موقوفا علي النظر إلي الألفاظ نظرة جزئية من حيث هي لفظة مفردة يقف عندها يعالج تصريفها أو اشتقاقها، مستعرضا ما تثيره من قضية تتصل بالقياس أو الاشتقاق، وأما عملة النحوي فقد رصدنا فيه عدة ملاحظات أهمها إثارة للقضايا

الصفحة 402