كتاب شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها

دار حول جوانب ثلاثة، أحدهما: التصحيف الذي يقع في روايات الحماسة فيؤدي إلي فساد في المعني، والثاني: تحريف الرواية الذي ينجم عنة خلل المعني أو خلل الإعراب أو خلل الوزن أو خلل أن يجري الكلام علي غير المألوف عند العرب، وثالثة: الخطأ في نسبة الشعر إلي غير قائلة. ولقد ناقشنا عملة من خلال هذه الجوانب، محللين الأمثلة لدراستها وتبيان جهد الرجل فيها، وانتهينا إلي أن أبا هلال من خلال عملة في هذه الرسالة ((ضبط مواضع من الحماسة)) قد حقق منهجا في التأليف، ومنهجا في معالجة ما تناوله من تقويم وإصلاح، وقد كشفت هذه التقويمات والإصلاحات عن ثقافات في فن الشعر، وما تقتضيه هذه الثقافة من معرفة بعلم النحو واللغة والصرف والعروض، ووقوف علي الأنساب والأخبار التاريخية.
وأما عمل أبي محمد الأعرابي فقد عرضنا فيه أولا لما جاء في مقدمته فلاحظنا أنه ألف هذا الكتاب الذي تعرض لأبي عبد الله النمري بدافع من التحدي وإظهار المقدرة علي التصدي بالنقد لأعمال من سبقه، ولاحظنا أيضا أن العجلة كانت صفة من صفات عملة حيث أنجزه في مدة لا تتجاوز الأسبوع، وسجلنا أن هذا أوقعة في عدم الموضوعية حينا، وإلي خلل في التتبع والتقويم أحيانا أخرى.
ثم أدرسنا عملة في تتبع ما جاء في شرح معاني أبيات الحماسة لأبي عبد الله النمري، فلاحظنا أنه كان يناقشه ويرد علية في جوانب أربعة أولها: جانب الرواية تصحيح ما اعتمده النمري في متنه من رواية للحماسة، وثانيهما: تصحيح نسبة الشعر إلي غير قائليه، وثالثها: التنبيه علي أمور أغفلها النمري في شرحه، ورابعها: التصدي بالمناقشة لما قرره النمري من معاني أبيات الحماسة
ولقد درسنا عملة من خلال هذه الجوانب جميعها محاولين أن نظهر ما حققه الرجل من خدمة للحماسة في تتبعه لعمل النمري وتقويمه، غير أن دراستنا له في هذه الجوانب قد كشفت عن جملة من المآخذ علية، رصدناها من خلال العمل فبلغت أربعة، أحدها: حرصه علي إيراد مثل من الأمثال في كل موضع من المواضع التي تتبع فيها النمري شعرا كان المثل أو نثرا، وقد أوقعة حرصه المتوالي في أن يورد أمثالا تعد من مرتذل القول وتجري علي ألسنة السوقة لا ألسنة العلماء، وثانيهما: أنه كان يتعمد في بعض الأحيان ألا

الصفحة 404