كتاب شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها

الحماسة التي صنعها، وليس في حماسة أبي تمام، أما الآخر فهو أبو الحسن البياري، غير أن شرحه لم يصل إلينا كاملا، وإنما وصل منه الجزء الأول فقط، وهو جزء لم يستكمل باب الحماسة كله، ناهيك عن سائر الأبواب الأخرى.
وإذا كنا تتبعنا للشروح التي صدرت في الفترة الزمنية التي حددنها لهذا البحث قد كشفت عن شروح لم تصل إلينا كاملة أو وصلت ولكنها غير واضحة المنهج أو وصلت في صورة نقولات في شروح وصلت إلينا فإن هذا أقتضي أن يقوم قسم ثالث لدراسة هذه الشروح.
ومن ثم جاء الفصل الأول من هذا القسم في دراسة شروح كل من أبي الفتوح الجرجاني، وأبي الرياش، وأبي عبد الله النمري، وأبي هلال العسكري، وأبي العلاء المعري. لقد تتبعنا هذه الشروح ودرسنا عناصر الشرح فيها، وكنا في كل شرح نجد نقصا واضحا في جملة من العناصر التي تقوم عليها عملية الشرح وتكشف عن منهج صاحبة في وضوح وجلاء، وانتهينا إلي أن هذه الشروح بصورتها التي وصلت إلينا لا يمكن تصنيفها تحت أي منهج من المناهج فشرح الجرجاني كشفت الدراسة أنه مجرد رواية مصححة لمتن الحماسة علية تعليقات متفرقة لا يمكن تسميتها شرحا إلا من باب التجوز، والنقولات التي وصلت عن شرح أبي رياش، وإن دلت علي بعض العناصر فإن غلبتها قد جاءت في الأخبار التاريخية، وهي مع هذا لم تبين لنا عملة في عناصر مهمة في الشرح مثل الرواية والنحو والبلاغة والنقد، كما أن عملة في اللغة والمعاني غير واضح في هذه النقولات الوضوح كله، ولذا صعب علينا أن نضعه تحت منهج من المناهج، ومختصر معاني أبيات الحماسة الذي وصل إلينا عن شرح أبي عبد الله النمري لم يكشف لنا عن عمل النمري إلا في عنصري الرواية والمعاني، وهو بجانب هذا قد أفاد من شيخه أبي رياش ولكنة لم يكن ذا منهج نقلي التزامي لأنة لم يقف عند حد النقل فحسب بل كان يناقش وينتقد، ويورد من رأي مخالف لمن ينقل عنة، وهو أيضا كان يتعرض للديمرتي في شرحه ولكن تعرضه لم يكن تعرض متتبع مقوم علي نحو ما رأينا عند أصحاب المنهج التتبعي التقويمي، فقد كان يعرض الجوانب الصواب والخطأ معا، كما أنة لم يتتبع كل مواطن الزلل في شرح الديمرتي، وإنما كان يناقش ما في

الصفحة 408