كتاب شروح حماسة أبي تمام دراسة موازنة في مناهجها وتطبيقها

الشرح من زلل من خلال العنصرين اللذين قصر عملة عليهما وهما الرواية والمعاني.
كذلك لم يبد النمري في شرحه تجميعا انتخابيا، فهو وإن أفاد من أعمال رجال سبقوه فإن إفادته لم تكن إفادة تجميع وانتخاب، ولم يكن كذلك ذا منهج علمي تخصصي علي النحو الذي رأيناه عند أبن جني، ولا سلك سبيل أصحاب المنهج الاختصاري التسهيلي الذين يوفرون لشروحهم سائر العناصر يعرضونها في سهولة ويسر.
إن كل الذي خرجنا به من هذا المختصر أن الرجل كان مثل شيخه أبي رياش الذي رأيناه جل جهده علي الأخبار التاريخية، فهو أيضا قد قصر جهده علي دراسة الروايات وتحليل المعاني، أما عناصر الشرح الأخرى فنحن لا نكاد نظفر بشيء منها سوي لمحات ضئيلة لا تقاس بأعمال أصحاب الشروح الذين طبقنا عليهم المناهج الخمسة.
أما أبو هلال في شرحه الذي لم يصل إلينا فإن النقولات التي وردت عنة قد دلت علي معالجته لجملة من عناصر الشرح كشفت عنها الدراسة حيث لاحظنا أنة كان كثير الاهتمام بنقد الأشعار الواردة في اختيار الحماسة، وتعريف الشعراء، وتصحصح نسبة القطع الواردة في الاختيار، وكشفت أيضا عن عمل له في المعاني، ولكن في مواضع قليلة، وكذلك عنصر الأخبار التاريخية. ولاحظنا أن ثمة عناصر لم ترد في هذه النقولات مثل عنصر اللغة الذي لم نجد فيه نقولات تذكر وكذلك النحو والإعراب والبلاغة وأوزان الشعر وأضربه وقوافيه، الأمر الذي جعلنا نتوقف متسائلين أكان له عمل في هذه العناصر لم تنقله لنا هذه الشروح التي وصلت إلينا أم أنة في الأصل لم يولها اهتمامه؟ ومهما كان الجواب فإن النتيجة التي خرجنا بها من هذه النقولات أنها لا تكشف عن منهج واضح لأبي هلال في شرحه يهيئ لنا السبيل إلي إدراجه تحت منهج من المناهج الخمسة، وإن كان ظننا يذهب إلي أنة أشبة بأصحاب المنهج الإبداعي الفني منة إلي أصحاب أي منهج آخر.
وأما أبو العلاء في شرحه ((الرياشي المصطنعي)) فإن ما وصل إلينا عنة جاء عن

الصفحة 409