كتاب شرح حماسة أبي تمام للفارسي (اسم الجزء: 2)

بعد موته لأن ما يهتز بد موته لا يكون له بوجه ولا لأجل موته، وقال هذا المنكر: إنما معناه أبعد قتيل بالمدينة أصبحت له الأرض، يعني كان ملكًا للأرض كلها تهتز له وتورق ولا تجف ولا تسقط، وكان حقها أن تكون بعد موته تيبس وتفنى، ولا يكون في الأرض بعده نبات، والصحيح الأول، والعضاه ضرب من الشجر واحده عضه.
تظل الحصان البكر يُلقي جنينها نثا خبر فوق المطي معلق
لا يقال نثا في الخير، ومعلق نعت للخبر، لأن الراكب أخبر بقتله، فجعله معلقًا مجازًا، المعنى: يصف عظم المصيبة به حتى ظلت الحصان تلقى جنينها لهول الخبر، والحامل إذا عظم عليها ما تكره ربما أسقطت.
وما كنت أخشى أن تكون وفاته بكفى سبنتى أزرق العين مطرق
السبنتى: الجريء، وأكثر ما يوصف به النمر أزرق العين يعني أبا لؤلؤة - لعنه الله - وكان غلامًا روميًا، وقيل: كان أصبهانيًا للمغيرة بن شعبة فتك بعمر رحمة الله عليه في الصلاة، مطرق مسترخي الجفن، ويروي "أن تكون جنازة" بفتح الجيم أي ميتًا. المعنى: يقول: ما كنت أخشى أن تكون - مع جلالته - وفاته على يدي عبد مع خساسته ويصفه بالجرأة.
(126)
وقال صخر بن عمرو بن الشريد أخو الخنساء يرثي معاوية أخاه وكان قتله دريد وهاشم ابنا حرملة المريان فقيل لصخر اهجهم فقال: ما بيني وبينهم أقرع من

الصفحة 490