كتاب شرح حماسة أبي تمام للفارسي (اسم الجزء: 2)

الهجاء، ولم أمسك عن هجائهم إلا صونًا لنفسي عن الخنا ثم أنه غزاهما وقتل أحدهما وقال:
(الثالث من الطويل والقافية من المتدارك)
وقالوا ألا تهجو فوارس هاشم ومالي واهداء الخنا ثم ماليا
أبى الهجر أني قد أصابوا كريمتي وأن ليس اهداء الخنا من شماليا
إذا ما امرؤ أهدى لميت تحية فحياك رب الناس عني معاويا
فوارس هاشم يعني هاشمًا المري وأصحابه، ونصب أهداء الخنا لأنه أراد مالي ولإهداء الخنا، فلما حذف الجار نصبه، والكريمة أخوه، والهاء للمبالغة، ومن شماليا يعني من خلقي، وجمعه شمائل، ومعاويا أراد يا معاوية فرخم. المعنى: يذكر رزاه بأخيه، ووصفه بنهاية الكرم ووصف نفسه بالعقل واجتناب الفحش، ثم حيا أخاه.
وهون وجدي أنني لم أقل له كذبت ولم أبخل عليه بماليا
ويروي "وطيب نفسي" المعنى: يتعزى بأنه لم يوحشه ولم يكذبه ولم يمنعه ماله.
لنعم الفتى أدى ابن صرمة بزه إذا راح فحل الشول أحدب عاريًا
ويروي "فنعم الفتى" أي قتله ورد بزه إلى أهله، وقوله أحدب أي حدب من الهزال، وعاد قد عري من اللحم، يقول: لنعم الفتى هو وقت الجدب وقلة الخير يجود بماله.
وذي إخوة قطعت أقران بينهم كما تركوني واحدًا لا أخا ليا

الصفحة 491