كتاب شرح حماسة أبي تمام للفارسي (اسم الجزء: 2)

سمنت للنحر، والمقصاب أيضًا الرجل الكثير القطع، والقصاب الذي صناعته ذلك، فعلى هذا معناه مثل علائف الرجل الذي ينحر الإبل كثيرًا، ويروى "المقضاب" بالضاد معجمة، نسبة إلى القضب كأنها من سمنها علفت القضب، ومن روى "مثل علائف القصاب" فلا شغل فيه. المعنى: تستطيل يوم هلاكه ثم توعدت بدرك ثأره.
فكه إلى جنب الخوان إذا غدت نكباء تقلع ثابت الأطناب
وأبو اليتامى ينبتون ببابه نبت الفراخ بمكليء معشاب
الفكه: الحسن الخلق الضحوك، وأبو اليتامى أي هو للأيتام بمنزلة الأب، وينبتون ببابه أي يجتمعون عنده، ويروى "بكاليء" والمعنى واحد، والمعشاب مكان كثير العشب. المعنى: تصفه بالبشاشة للأضياف والتوفر على الأيتام.
(128)
وقالت عمرة بنت مرداس ترثي أخاها عباسًا، إسلامية:
(الثاني من الطويل والقافية متدارك)
أعيني لم أختلكما بخيانة أبى الدهر والأيام أن أتصبرا
وما كنت أخشى أن أكون كأنني بعير إذا يُنعى أخي تحسرا
لم أختلكما بخيانة لم أخدعكما ولا أخونكما أي أقول لم تبكيا وقد فعلتما، ثم بينت عذرها عند عينيها فقالت: أبي الدهر أي لا صبر لي على الأيام، فلهذا استمد من دموعكما، وتحسر البعير إذا سقط معييًا، شبهت نفسها في سقوطها عند نعي أخيها ببعير يسقط كلالًا.
ترى الخصم زورًا عن أخي مهابة وليس الجليس عن أخي بأزورا

الصفحة 493