كتاب شرح حماسة أبي تمام للفارسي (اسم الجزء: 2)

هو الأبيض الوضاح لو رميت به ضواح من الريان زالت هضابها
متى يدعه ... البيت تعني إذا لم يجيبوا خوفًا على أنفسهم فأنت سميع لأنك لا ترهب الموت، والأبيض والوضاح واحد، والريان جبل، وهضابها ما دون المرتفع. المعنى: تلهف عليه إذ لا يغيث الشجعان وقد اشتد بهم الأمر، وأخذ فيهم الطعن والضرب ثم وصفته بسرعة الإغاثة إذا لم يغث غيره، ووصفته بالحسن والشهرة والجلادة.
(132)
وقالت العوراء بنت سبيع، إسلامية:
(من مرفل الكامل والقافية من المتواتر)
أبكي لعبد الله إذ حشت قُبيل الصبح ناره
طيان طاوي الكشح لا يُرخى لمظلمة ازاره
يعصي البخيل إذا أرا د المجد مخلوعًا عذاره
حشت ناره أوقدت، وهو مثل أرادت أنه قتل قبيل الصبح فضربت لقتله مثلًا بإيقاد النار، الطيان الجائع، وهنا هو الضامر، وقولها: "لا يرخى لمظلمة عذاره" الأصل في هذا أنهم ربما مروا إذا أظلم الليل إلى بعض النساء وقضوا منهن أوطارهم، فإذا خرجوا أرخو أزرهم لتنجر على الأثر فلا يبين، والمظلمة: المرأة التي أظلم عليها الليل، ويروى "لمعضلة" وهي الشدة والكريهة، ومخلوعًا عذاره تعني أنه لا يطيع العاذل. المعنى: ترثيه وتصفه بالجود والعفة.
(133)
وقالت عاتكة بنت زيد ترثي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-:
(الثاني من الرمل والقافية فيها المتدارك والمتراكب)

الصفحة 497