كتاب شرح حماسة أبي تمام للفارسي (اسم الجزء: 2)

ومن يقرب, وأصله من الولي وهو القرب, وقيل: الولايا: النساء لأنهم كانوا يحملون أهلهم معهم إلى الحرب إذا أرادوا الثبات فيها, فعلى هذا يكون معناه أعانت نساؤنا أي منعتنا من الانصراف عن الحرب مخافة أسرهن, والمباسل: الشجاع, ورد إلى اللفظ فلهذا وحد. ويروى بدل الولايا الموالي وهم بنو الأعمام. المعنى: دعوت لهفي بقري سحبل حين أعانت عليها عشائرنا.
فقالوا لنا ثنتان لابد منهما صدور رماح أشرعت أسلاسل
فقلنا لهم: تلكم إذا بعد كرٍة تغادر صرعى نوؤها متخاذل
لنا ثنتان: يريد خصلتان, نوؤها أي نهوضها, وكل نهوض بلا سرعة فهو نوء. المعنى: إذا العشائر والأعداء هددونا وقالوا: لابد من أن نقتلكم بالرماح طعنًا أو نجمعكم في السلاسل شدًا أجبناهم بأن ذلك إنما يكون بعد عطفة وحملة منا عليكم يكثر منها قتلى وجرحى لا يستطيعون القيام.
ولم ندر أن جضنا من الموت جيضًة كم العمر باٍق والمدى متطاول
جضنا: عدلنا, وجاض إذا عدل, وكذلك جاض إذا عدل, المعنى: يقول: ثبتنا لمناولتهم ولم ندر إن عدلنا عن الحرب كم يكون بقاؤنا في الدنيا, والزمان طويل نذكر فيه بما يكون منا, فلم نؤثر ذم الدهر بعيش.
إذا ما ابتدرنا مأزقًا فرجت لنا بأيماننا بيض جلتها الصياقل

الصفحة 85