كتاب شرح حماسة أبي تمام للفارسي (اسم الجزء: 2)

(من الضرب الثاني من الطويل والقافية متدارك)
هواي مع الركب اليمانين مصعد جنيب وجثماني بمكة موثق
مصعد: أي ذاهب مسرعًا, وهذا الرجل كان مقيدًا بمكة قومًا يقصدون اليمن فقال هذا. والمعنى: هوى قلبي مع القوم المتوجهين إلى اليمن ذاهبًا معهم وجسمي موثق بمكة.
عجبت لمسراها وأني تخلصت إلى وباب السجن دوني مغلق
عجبت لمسراها وسرب سرت به تكاد له الأرض البسيطة تشرق
المعنى: إن هذا الشاعر المحبوس رأى خيال صاحبته في النوم فقال: عجبت لمجيئها ليلًا, وعجبت للظباء التي مرت بها, وهي تكاد الأرض تضيء بضوئها أي أنها قطعت إلى المفاوز ليلًا, يتعجب لمجيئها من أرض اليمن إلى مكة.
أتتنا فحيت ثم قامت فودعت فلما تولت كادت النفس تزهق
تزهق: أي تخرج وتزول. المعنى: يصف مجيء خيالها وسرعة زوالها وشدة الأسف على فراقها حتى كادت نفسه تزهق لذلك, ويروى ((ألمت)).
فلا تحسبي أني تخشعت بعداكم لشيٍء ولا أني من الموت أفرق
ولا أن نفسي يزدهيها وعيدكم ولا أنني بالمشي في القيد أخرق

الصفحة 87