كتاب شرح حماسة أبي تمام للفارسي (اسم الجزء: 2)

ويروى ((الكرائبا)) ويروى ((قدروني مقدما)). المعنى: يقول: لرزام واعدًا لهم ما يراه في نفسه من القوة والجرأة, قدروني مقدما إلى الحرب دخالًا في جماعة الفرسان في القتال, فاني أهل لذلك.
إذا هم ألقى بين عينيه عزمه ونكب عن ذكر العواقب جانبا
ولم يستشر في أمره غير نفسه ولم يرض إلا قائم السيف صاحبا
المعنى: يصف نفسه إذا عزم على شيء صمم عليه وتبع مراده إلى أن يظفر به, ولا يفكر في العواقب, ويستبد برأي نفسه, ولا يستعين إلا بسيفه.
(11)
وقال تأبط شرًا واسنه ثابت بن جابر, جاهلي, وإنما سمى تأبط شرًا لأنه يأخذ تحت ابطه سيفًا إذا أراد أن يقتل رجلًا, فقالت أمه: تأبط شرًا, فلقب به, وقيل: إنه قتل غولًا, وجاء برأسه تحت إبطه, فقيل: جاء تأب شرًا فلزم به هذا اللقب, والأول أثبت.
(من الضرب الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
إذا المرء لم يحتل وقد جد جده أضاع وقاسى أمره وهو مدبر
ولكن أخو الحزم الذي ليس نازلًا به الخطب إلا وهو للقصد مبصر
فذاك قريع الدهر ما عاش حول إذا سد منه منخر جاش منخر

الصفحة 93