كتاب شرح حماسة أبي تمام للفارسي (اسم الجزء: 2)

ويروى ((ما عاش قلب)). حول: كثير الحيلة, وقلب: كثير التقلب, جاش منخر: أي ظهر. المعنى: إذا ترك المرء الحيلة وقد اشتد به الأمر أضاع أمره, واحتمل الشدة ثم لم يفلح, ولكن الحازم الذي ينظر في العواقب, خير في زمانه فلا يضيع, ومتى سد عليه ما ظهر له طريق آخر يتخلص منه.
أقول للحيان وقد صفرت لهم وطابي ويومي ضيق الجحر معور
هما خطتا إما إسار ومنه ... وإما دم والقتل بالحر أجدر
وأخرى أصادي النفس منها وإنها لمورد حزٍم إن فعلت ومصدر
الوطاب: أوعية اللبن يهدي فيها اللبن إلى المسالم, معور: ظاهر العورة والخلل, إما أسار ومنة- بالرفع والخفض- فمن خفض فإنه أضاف ولم يعبأ بإما فاصلة, ومن رفع أراد خطتان فحذف النون والمراد ثبوتها والعرب تفعل ذلك. المعنى: أقول للحيان وقلبي خال من مودتهم ويومي شديد, هما أمران إما أسر ومنة وإما قتل والقتل أولى بالحر, وأمر أخر أدبره وفيه أول الحزم وأخره, يعني صب العسل على الصخر والخلاص به.
فرشت لها صدري فزل عن الصفا به جؤجؤ عبل ومتن محضر
فخالط سهل الأرض لم يكدح الصفا به كدحًة والموت خزيان ينظر
عبل: ضخم عظيم, خزيان: مستحي لأنه طمع أن يحتوي علي. المعنى: لما دبرت في الخطة الأخرى وبلغت قرار الأرض من غير خدشه أصابت صدري, ووصف صدره بالعبالة ومتنه باللطافة.
فأبت إلى فهٍم ولم أك آبيا وكم مثلها فارقتها وهي تصفر

الصفحة 94