كتاب شرح حماسة أبي تمام للفارسي (اسم الجزء: 3)

((الثاني من الطويل والقافية من المتدارك))
يقيم الرجال الأغنياء بأرضهم وترمي النوى بالمقترين المراميا
المرامي جمع مرمى كقولك: الجهات البعيدة. المعنى يقول: من كان مكفيًا أقام في وطنه. ومن كان معدمًا رمت به الأسفار إلى الجهات البعيدة في طلب الكفاية، ولم يعذر في لزوم الوطن.
فأكرم أخاك الدهر مادمتما معًا كفى بالممات فرقًة وتنائيا
إذا زرت أرضًا بعد طول اجتنابها فقدت صديقي والبلاد كما هيا
ويروى ((ماكنتما معًا)) ويروى ((تقاليا)) المعنى: يحث على صلة الرحم وإكرام الخ قبل وقوع الفرقة بالموت، ثم بين تفاقد الأصدقاء مع بقاء البلاد، وهذا من لطيف ما يستعطف به على صلة الرحم. يقول: لا تهجر أخاك فربما تغيب عنه ثم تعود طاليًا لوصله فلا تجده.
(9)
وقال ربيعة بن مقروم بن قيس بن خالد الضبي، مخضرم:
((أول الوافر والقافية من التواتر))
وكم من حامل لي ضب ضغن بعيد قلبه حلو اللسان
ولو أني أشاء نقمت منه بشغف أو لساٍن تيحان
الضب والضغن واحد وهما الحقد، والعرب تضيف الشيء إلى نفسه إذا كان

الصفحة 12