كتاب شرح حماسة أبي تمام للفارسي (اسم الجزء: 3)

يظلون شتى في البلاد وسرهم إلى صخرة أعيا الرجال انصداعها
يظلون شتى يعني هؤلاء الفتيان يتفرقون في البلاد وسرهم إلى صخرة أي انضم إلى قلب شبه صخرة صماء، أعيا الرجال انصداعها أي أعجزهم أن يصدعوها لصلابتها.
(2)
وقال يحيى بن زياد:
((الثاني من الطويل والقافية من المتدارك))
ولما رأيت الشيب لاح بياضه بمفرق رأسي قلت للشيب مرحبا
ولو خفت أني إن كففت تحيتي تنكب عني رمت أن يتنكبا
مفرق الرأس - بفتح الميم وكسر الراء - حيث أنفرق شعر، ويقال: مفرق فأما مفرق الطريق فبالفتح لا غير، ويروى ‹‹ ولو خلت ›› أي حسبت، ولو خفت بمعنى علمت، وقد يستعمل الخوف بمعنى العلم قال تعالى: ‹‹ إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله ›› وكففت تحيتي أي أمسكتها، تنكب عني أي عدل.
ولكن إذا ما حل كره فسامحت به النفس يوما كان للكره أذهبا
كره: أي مكروه، وسامحت به النفس أي تابعت به، وقوله: كان للكره أذهبا أي أسرع ذهاباً، وقيل: أراد أشد إذهابا للكره فحذف. المعنى: يصف رضاه بالشيب، وتحيته له لما ظهر برأسه لعلمه أنه إذ لم يزل عنه، ثم بين المكروه إذا نزل فانقادت له النفس كان أسهل منه إذا أظهر كراهيته.
(3)
وقال المرار بن سعيد الأسدي، إسلامي:

الصفحة 4