كتاب شرح حماسة أبي تمام للفارسي (اسم الجزء: 3)

كأنك تشفي منك داء مساءتي وسخطي وما في رثتي ما تعجل
معنى كأنك تشفي منك يقول: ليس في أناتي وتركي مكافأتك ما يجب أن تعجل على ما يسوءني، ويروى ((وما في ريبتي)) أي ما في مساءتي وما يريبني ربح ومنفعة يوجب أن تتعجلها.
وان سؤتني يومًا صفحت إلى غٍد ليعقب يومًا منك آخر مقبل
يعني إذا فعلت ما يسوءني تجاوزت إلى غد ليعقب منك يوم آخر مقبل ما يسرني.
ستقطع في الدنيا إذا ما قطعتني يمينك فانظر أي كٍف تبدل
يقول: أنا لك في الموافقة بمنزلة يمينك، فانظر من الذي تجعله بدلي، ويشفق عليك شفقتي.
وفي الناس إن رثت حبالك واصل وفي الأرض عن دار القلى متحول
يقول: إن وهت أسباب مودتك ففي الناس من يرغب في وصلي، والأرض واسعة، وفيها موضع ينتقل إليه عن قرب من يبغضك.
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته ... على شرف الهجران إن كان يعقل
قوله: أن كان يعقل شرط حسن في موضعه، لأنه إذا لم يعقل لم يفرق بين الإحسان والإساءة.
ويركب حد السيف من أن تضيمه إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحل
تضيمه تظلمه، وشفرة السيف حده، ومزحل: مبعد، يقال: أرحل عن هذا المكان: تنح عنه، وزحل: نجم معروف سمي به، ومضى يركب حد السيف يقول: إذا لم يكن موضع يهرب إليه من ظلمك إلا حد السيف ركبه، ولم يصبر على ظلمك إياه.
وإني على أشياء منك تريبني قديمًا لذو صفٍح على ذاك مجمل

الصفحة 9