كتاب شفاء العليل في اختصار إبطال التحليل

غَنْم فتذاكرنا الطِّلاء، فقال: حدثني أبو مالك أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليشربَنَّ ناسٌ من أُمتي الخمرَ يُسَمُّونها بغير اسمها، يُعْزَف على رؤوسِهم بالمعازفِ والمغنِّيات، يَخْسِف الله بهم الأرضَ ويَجْعَلُ منهم القِرَدَةَ والخنازيرَ".
رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه (¬١)، ولم يذكر أحمد وأبو داود من عند "يُعْزَف" إلى آخره.
وإسناد ابن ماجه إلى معاوية بن صالح صحيح، وسائر إسناده حَسَن، وله أصل في "الصحيح".
قال البخاري (¬٢): قال هشام بن عمَّار: ثنا صَدَقة بن خالد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عطية بن قيس، عن عبد الرحمن بن غَنْم، حدثني أبو عامر - أو أبو مالك - سَمِع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لَيكُوْنَنَّ من أُمَّتي أقوامٌ يستحلُّوْنَ الحِرَ (¬٣) والحريرَ والخمْرَ والمعازِفَ،
---------------
(¬١) أخرجه أحمد: (٥/ ٣٤٢)، وأبو داود رقم (٣٦٨٨)، وابن ماجه رقم (٤٠٢٠) وغيرهم.
والحديث صححه ابن حبان، والمصنف وله شواهد كثيرة، انظر: "فتح الباري": (١٠/ ٥٤).
(¬٢) رقم (٥٥٩٠).
(¬٣) الأصل و (م): "الخَّزّ" بمعجمتين، لكن رواية البخاري بالحاء المهملة المكسورة والراء الخفيفة، قال الحافظ في "الفتح": (١٠/ ٥٧): "كذا هو في معظم الروايات من صحيح البخاري، ولم يذكر عياض ومن تبعه غيره، وأغرب ابن التين فقال: إنه عند البخاري بالمعجمتين، وقال ابن العربي: هو بالمعجمتين تصحيف ... " اهـ.

الصفحة 45