كتاب شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل - ط عطاءات العلم (اسم الجزء: 1)
وفي "صحيحه" و"جامع الترمذي" (¬١) من حديث هشام بن زيد (¬٢)، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة أمثال الذر، ثم جعل بين عيني كلِّ إنسان منهم وَبِيصًا (¬٣) من نور، ثم عرضهم على آدم، فقال: من هؤلاء يا ربِّ؟ قال: هؤلاء ذريتك. فرأى فيهم رجلًا أعجبه وَبِيص ما بين عينيه، فقال: يا ربِّ مَن هذا؟ قال: ابنك داود، يكون في آخر الأمم. قال: كم جعلت له من العمر؟ قال: ستين سنة. قال: يا ربِّ، زده من عمري أربعين سنة. قال الله: إذن يُكتب ويُختم فلا يُبدّل. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أَوَ لَم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال له: أولم تجعلها لابنك داود؟! قال: فجحد فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته، وخَطِئ فخَطِئت ذريته"، قال: "هذا على شرط مسلم".
وفي "الموطأ" (¬٤): مالك، عن زيد بن أبي أُنَيْسة، أن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره، عن مسلم بن يسار الجهني، أن
---------------
(¬١) "المستدرك" (٣٢٥٧)، "جامع الترمذي" (٣٠٧٦) وقال: "حسن صحيح".
(¬٢) كذا في "م": "زيد"، وفي "د": "يزيد" سبق قلم من المؤلف؛ فإنه وقع كذلك في جميع الأصول الخطية لكتاب "الروح" (٢/ ٤٥٥)، صوابه: "سعد" كما في مصادر التخريج.
(¬٣) الوبيص: البريق، "النهاية في الغريب" (وبص) (٥/ ١٤٦).
(¬٤) (٢/ ٨٩٨)، ومن طريقه أبو داود (٤٧٠٣)، والنسائي في "الكبرى" (١١١٢٦)، والترمذي (٣٠٧٥) وقال: "هذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلًا"، وسيتكلم المؤلف على الحديث وبيان علّته.