كتاب شمائل الحبيب المصطفى

المُمَّغِطِ (¬١) وَلَا بِالقَصِيرِ المُتَرَدِّدِ (¬٢)، وَكَانَ رَبْعَةً مِنَ القَوْمِ، لَمْ يَكُنْ بِالجَعْدِ القَطَطِ (¬٣) وَلَا بِالسَّبْطِ، كَانَ جَعْدًا رَجِلًا. وَلَمْ يَكُنْ بِالمُطَهَّمِ (¬٤) وَلَا بِالمُكَلْثَمِ (¬٥)، وَكَانَ فِي وَجْهِهِ تَدْوِيرٌ. أَبْيَضُ مُشْرَبٌ (¬٦)، أَدْعَجُ (¬٧) العَيْنَيْنِ، أَهْدَبُ (¬٨) الأَشْفَارِ (¬٩)، جَلِيلُ المُشَاشِ (¬١٠) وَالكَتِدِ (¬١١)، أَجْرَدُ ذُو مَسْرُبَةٍ (¬١٢)، شَثْنُ (¬١٣) الكَفَّيْنِ وَالقَدَمَيْنِ.
إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ فِي صَبَبٍ (¬١٤)، وَإِذَا التَفَتَ التَفَتَ مَعًا. بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ. أَجْوَدُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً، وَأَلْيَنُهُمْ عَرِيكَةً، وَأَكْرَمُهُمْ عِشْرَةً، مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً
---------------
(¬١) المُمََّّغِطُ: الذَّاهِبُ طُولا.
(¬٢) المُتَرَدِّدُ: الدَّاخِلُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ قِصَرًا.
(¬٣) القَطَطُ: الشَّدِيدُ الجُعُودَةِ.
(¬٤) المُطَهَّمُ: البَادِنُ الكَثِيرُ اللَّحْمِ.
(¬٥) المُكَلْثَمُ: المُدَوَّرُ الوَجْهِ.
(¬٦) المُشَرَبُ: الَّذِي فِي بَيَاضِهِ حُمْرَةٌ.
(¬٧) الأَدْعَجُ: الشَّدِيدُ سَوَادِ العَيْنِ.
(¬٨) الأَهْدَبُ: الطَّوِيلُ الأَشْفَارِ.
(¬٩) الأَشْفَار: أصل منابت الشعر في الجفن، والشعر الذي عليه هو الهُدْب.
(¬١٠) المُشَاشُ: رؤوس المناكب.
(¬١١) الكَتِدُ: مجتمَعُ الكتفين، وهو الكاهلُ.
(¬١٢) المَسْرُبةُ: الشعر الدقيقُ الذي كأنه قضيبٌ من الصدر إلى السُّرَّةِ.
(¬١٣) الشَّثْنُ: الغليظُ الأصابع من الكفين والقدمين.
(¬١٤) الصَّبَبُ: الحُدُور.

الصفحة 32