كتاب شمائل الحبيب المصطفى

أَحَبَّهُ، يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ، وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ - صلى الله عليه وسلم -».
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ (¬١).

١٨ - عَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ - وَكَانَ وَصَّافًا - عَنْ حِلْيَةِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ، فَقَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَخْمًا مُفَخَّمًا، يَتَلَأْلَأُ وَجْهُهُ تَلَأْلُؤَ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، أَطْوَلُ مِنَ المَرْبُوعِ، وَأَقْصَرُ مِنَ المُشَذَّبِ (¬٢)، عَظِيمُ الهَامَةِ (¬٣)، رَجِلُ الشَّعْرِ (¬٤)، إِنِ انْفَرَقَتْ عَقِيقَتُهُ (¬٥) فَرَقَهَا، وَإِلَّا فَلَا يُجَاوِزُ شَعَرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ إِذَا هُوَ وَفَّرَهُ. أَزْهَرُ اللَّوْنِ، وَاسِعُ الجَبِينِ، أَزَجُّ (¬٦) الحَوَاجِبِ، سَوَابِغَ (¬٧) فِي غَيْرِ قَرَنٍ، بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِرُّهُ (¬٨) الغَضَبُ، أَقْنَى العِرْنِيْنِ (¬٩)، لَهُ نُورٌ يَعْلُوهُ يَحْسَبُهُ مَنْ لَمْ
---------------
(¬١) وأخرجه أيضا البخاريُّ في الأدب المفرد والبيهقي في الدلائل وأبو بكر ابنُ أبي شَيْبَةَ في المصنَّف وابن عَساكِرٍ في تاريخ دمشق. وفي إسناد هذا الحديث ضعفٌ غيرُ مؤثِّر في الاستدلال. فقد استَدل به جمع من الحفَّاظ.
(¬٢) المُشَذَّبُ: المُفْرِطُ في الطُّول.
(¬٣) الهامةُ: الرأس.
(¬٤) رَجِلُ الشَّعْرِ: مُسْتَرْسِلُهُ.
(¬٥) عَقِيقَتُهُ: شَعَرُ رَأْسِهِ.
(¬٦) أَزَجُّ: أي مُقَوَّسُ الحواجب مع طُولٍ في أطرافها.
(¬٧) سوابغُ: كاملةٌ.
(¬٨) يُدِرُّه: يَمْلَأُه.
(¬٩) أَقْنَى العِرْنِيْنِ: طويلُ الأنفِ.

الصفحة 33