كتاب شمائل الحبيب المصطفى

مَحْشُودٌ (¬١)، لَا عَابِسٌ وَلَا مُفَنَّدٌ (¬٢). قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ: هُوَ وَاللهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ، وَلَأَفْعَلَنَّ مَا وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا». حَدِيثٌ صحيح أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ والحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ (¬٣).

(٥) بَابُ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ
٢٢ - عَنْ أَبِي زَيْدٍ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ الأَنْصَارِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ
- صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَبَا زَيْدٍ، ادْنُ مِنِّي فَامْسَحْ ظَهْرِي، فَمَسَحْتُ ظَهْرَهُ، فَوَقَعَتْ
أَصَابِعِي عَلَى الخَاتَمِ. قُلْتُ: وَمَا الخَاتَمُ؟ قَالَ: شَعَرَاتٌ مُجْتَمِعَاتٌ». حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ.

٢٣ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ - رضي الله عنه - قَالَ: «أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَدُرْتُ هَكَذَا مِنْ خَلْفِهِ، فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيدُ، فَأَلْقَى الرِّدَاءَ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَأَيْتُ مَوْضِعَ الخَاتَمِ عَلَى كَتِفَيْهِ، مِثْلَ الجُمْعِ (¬٤) حَوْلَهَا خِيلانٌ (¬٥)، كَأَنَّهَا ثَآلِيلُ (¬٦)، فَرَجَعْتُ حَتَّى اسْتَقْبَلْتُهُ، فَقُلْتُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ:
---------------
(¬١) مَحْشُودٌ: يحتشد الناس مهابَةً له.
(¬٢) لا مُفَنَّدٌ: أي لا يُكَذَّب إذا أخبر.
(¬٣) وهو حديث مشهور يُعرَف بحديث أُمِّ مَعْبَدٍ. قال ابن كثير في البداية والنهاية: وقصتها مشهورة مرويَّة من طرق يشُدُّ بعضُها بعضا. وفي الحديث بقية.
(¬٤) مِثْلُ الجُمْعِ: أي مثل قبضةِ اليدِ بعد جمع الأصابع.
(¬٥) خِيلانٌ: جمعُ خالٍ، وهو شامةٌ في البدن.
(¬٦) ثَآلِيلُ: جمع ثُؤْلُول، وهو الحبَّةُ التي تظهر في الجلد كالحِمِّصَة.

الصفحة 38