وقصرها ضرورة والخبر مفعول بجر وفى يجر آخر البيت ضمير مستتر عائد على الخبر المتقدم. فإن قلت كيف يصح أن يعود على الخبر المتقدم وهو غيره لأن الخبر المتقدم خبر ما أو ليس والضمير فى يجر عائد فى المعنى على خبر لا أو كان المنفية فلم يتحدا معنى؟
قلت هو مما يفسره لفظا لا معنى كقولهم عندى درهم ونصفه. ثم قال:
فى النّكرات أعملت كليس لا … وقد تلى لات وإن ذا العملا
يعنى أن لا النافية أعملت إعمال ليس فترفع الاسم وتنصب الخبر بشرط أن يكون اسمها نكرة فتقول لا رجل قائما، ومنه قوله:
- تعزّ فلا شئ على الأرض باقيا … ولا وزر مما قضى الله واقيا (¬34)
وقوله: وقد تلى لات وإن ذا العملا، يعنى أن لات وإن النافية مثل ليس يرفعان الاسم وينصبان الخبر فلات مركبة
من لا النافية وتاء التأنيث مفتوحة وفهم من قوله وقد تلى أن ذلك قليل وفهم من إطلاقه أيضا أنهما لا يختصان بالعمل فى النكرة كلا فمن إعمال إن فى النكرة قولهم إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية ومن إعمالها فى المعرفة قولهم:
- إن هو مستوليا على أحد … إلا على أضعف المجانين (¬35)
وأما لات فلا تعمل إلا فى الحين على ما سيأتى فلا مفعول ما لم يسمّ فاعله بأعملت وفى النكرات متعلق بأعملت وكليس نعت لمصدر محذوف على حذف مضاف والتقدير أعملت
¬__________
(¬34) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة فى أوضح المسالك 1/ 289، وتخليص الشواهد ص 294، والجنى الدانى ص 292، وجواهر الأدب ص 238، والدرر 2/ 111، وشرح الأشمونى 1/ 247، وشرح التصريح 1/ 199، وشرح شذور الذهب ص 256، وشرح شواهد المغنى 2/ 612، وشرح ابن عقيل ص 158، وشرح عمدة الحافظ ص 216، وشرح قطر الندى ص 114، ومغنى اللبيب 1/ 239، والمقاصد النحوية 2/ 102، وهمع الهوامع 1/ 125.
والشاهد فيه قوله «لا شئ باقيا»، وقوله: «لا وزر واقيا» حيث أعمل «لا» النافية عمل «ليس» فى الموضعين، واسمها وخبرها نكرتان فى الموضعين، وهذا هو القياس.
(¬35) البيت من المنسرح، وهو بلا نسبة فى الأزهية ص 46، وأوضح المسالك 1/ 291، وتخليص الشواهد ص 306، والجنى الدانى ص 209، وجواهر الأدب ص 206، وخزانة الأدب 4/ 166، والدرر 2/ 108، ورصف المبانى ص 108، وشرح الأشمونى 1/ 126، وشرح التصريح 1/ 201، وشرح شذور الذهب ص 360، وشرح ابن عقيل ص 160، وشرح عمدة الحافظ ص 216، والمقاصد النحوية 2/ 113، والمقرب 1/ 105، وهمع الهوامع 1/ 125.
والشاهد فيه قوله: «إن هو مستوليا» حيث أعمل «إن» عمل «ليس» فرفع بها المبتدأ ونصب الخبر.