كتاب شرح المكودي على الألفية في علمي الصرف والنحو

- وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا … إذا أنه عبد القفا واللهازم (¬42)
يروى بكسر إن على القياس لأن إذا الفجائية لا يليها إلا جملة اسمية وبالفتح على تأويل أن وصلتها بمصدر محكوم عليه بأنه مبتدأ محذوف الخبر والتقدير فإذا العبودية حاصلة ومثال ذلك بعد القسم قوله:
- أو تحلفى بربك العلى … إنى أبو ذيّالك الصبى (¬43)
فمن كسر جعلها جوابا للقسم ومن فتح فعلى نية حرف الجر والتقدير على أنى. وفى نمى ضمير مستتر يعود على أن، وبعد إذا وبوجهين متعلقان بنمى فإذا مضافة لفجاءة أو قسم معطوف على إذا ولا لام لا واسمها. وبعده
خبرها والجملة صفة لقسم والتقدير نمى إن بعد إذا الفجائية وبعد قسم ليس بعده لا بوجهين، وفهم أن المراد بالوجهين الكسر والفتح من ذكرهما قبل.
مع تلو فا الجزا وذا يطّرد … فى نحو خير القول إنى أحمد
ثم أشار إلى الموضع الثالث بقوله: (مع تلو فا الجزا) يعنى أنه يجوز أيضا الفتح والكسر فى إن الواقعة بعد فاء الجزاء كقوله تعالى: مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنعام: 54] قرئ بالكسر على الأصل لأن الأصل فى جواب الشرط أن يكون بجملة وبالفتح على تأويل أن بمصدر مجعول خبرا والمبتدأ محذوف تقديره فجزاءه الغفران أو العكس والتقدير فالغفران جزاؤه. ومع متعلق بنمى فى البيت الذى قبله على حذف العاطف والتقدير نمى جواز الوجهين بعد إذا وبعد القسم وبعد فاء الجزاء. ثم أشار
¬__________
(¬42) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة فى أوضح المسالك 1/ 338، وتخليص الشواهد ص 348، والجنى الدانى ص 378، 411، وجواهر الأدب ص 352، وخزانة الأدب 10/ 265، والخصائص 2/ 399، والدرر 2/ 180، وشرح الأشمونى 1/ 138، وشرح التصريح 1/ 218، وشرح شذور الذهب ص 269، وشرح ابن عقيل ص 181، وشرح عمدة الحافظ ص 828، وشرح المفصل 4/ 97، 8/ 61، والكتاب 3/ 144، والمقاصد النحوية 2/ 224، والمقتضب 2/ 351، وهمع الهوامع 1/ 138.
والشاهد فيه: جواز فتح همزة «إن» وكسرها بعد «إذا» الفجائية.
(¬43) الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص 188، وشرح التصريح 1/ 219، والمقاصد النحوية 1/ 232، وبلا نسبة فى أوضح المسالك 1/ 340، وتخليص الشواهد ص 348، وشرح الأشمونى 1/ 138، والجنى الدانى ص 413، وشرح ابن عقيل ص 182، وشرح عمدة الحافظ ص 231، ولسان العرب 15/ 450 (ذا)، واللمع فى العربية ص 304.
والشاهد فيه قوله: «أنى» حيث يجوز كسر همزه «إنّ» وفتحها، لكونها واقعة بعد قسم لا لام بعده، أما الفتح فعلى تأويل «أنّ» واسمها وخبرها بمصدر مجرور بحرف جر محذوف، والتقدير: أو تحلفى على كونى أبا لهذا الصبى وأمّا الكسر فعلى اعتبار «إنّ» واسمها وخبرها جملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب.

الصفحة 71