كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 1)

سيبويه. لأن الجرمي يقول: الانقلاب بمنزلة الإعراب. والأخفش يقول: هذه الحروف دلائل الإعراب. والكوفيون يقولون إنها أنفسها إعراب.
والصحيح مذهب سيبويه [رحمه الله] أنها حروف [إعراب] , أعني الألف في الرفع, والياء في النصب والجر. ولا إعراب فيها, لا ظاهر ولا مقدر.
وإنما هي حروف إعراب وعلامة الإعراب.
فإن قيل: النون في التثنية لم دخلت, ولم حركت, ولم كسرت؟ . فقل: دخولها للعوض من الحركة والتنوين اللذين كانا في الواحد. وتحريكها لالتقاء الساكنين, الألف والنون. وكسرتها على أصل التقاء الساكنين. لأن الأصل في كل ساكنين التقيا أن يحرك الثاني [منهما] بالكسر, كهؤلاء وأمس ونزال [ودراك وتراك].
فإن قيل: فأي موضع تكون النون [فيه] عوضًا من الحركة وحدها, أو من التنوين وحده, أو منهما جميعًا؟ . فقل: ما لا يكون في واحده

الصفحة 129