كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 1)
أكلت» فموضع «ما» نصب بـ «أكلت» , وهو أيضًا مفعول مقدم. وكذلك الباقي على هذه الصفة.
فإن أدخلت على هذه الأفعال مضمرات ترجع إلى هذه الأسماء, كانت الأسماء في موضع رفع بالابتداء وكان جوابها مرفوعًا, كقولك: من رأيته. لأن «من» مبتدأ, وقد اشتغل الفعل عنها بضميرها, والجملة التي هي «رأيته» في موضع رفع لكونها خبرًا لمن, كأنك قلت: من مرئي. فالجواب بالرفع لا غير, فتقول: زيد. فإذا لم تأت بالهاء كان الجواب منصوبًا, لأن الاسم المتقدم منصوب, مفعول مقدم, فجوابه منصوب.
وكذلك تجري الباقي على هذا المجرى إلا ما كان منها ظرفًا مثل «متى» و «أين» فإنه لا يكون جوابها مرفوعًا لأن الظروف لا يبتدأ بها كالابتداء بمن وكم.
فإن قيل: كيف تتفسر معاني هذه الأسماء بأجوبتها؟ . قيل: لأن «من» سؤال عن من يعقل, و «ما» سؤال عن ما لا يقعل, و «كم» سؤال عن عدد, و «كيف» سؤال عن حال, و «أين» سؤال عن مكان, و «أنى» سؤال عن جهة, و «متى» سؤال عن زمان, و «أيان» مثل «متى» إلا أنها مستعملة في
الصفحة 174
520