كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 1)

وأف] , بمنزلة سيبويه, وسيبويه آخر, وعمرويه, وعمرويه آخر. وأنها في موضع المفعول لأن «صه» وقعت موقع «سكوتًا» , أي أسكت سكوتًا. والمصادر مفعولات, وكل مفعول فهو اسم. وكذلك الباقي.
فإن قيل [لك]: فلم أتي بها في الكلام؟ . فقل: للاختصار والإيجاز. لأنك تستعملها للواحد والاثنين والجمع [والمذكر] والمؤنث بلفظ واحد, فتقول: صه يا زيد, صه يا زيدان, صه يا زيدون. صه يا هند, صه يا هندان, صه يا هندات, بخلاف «اسكت» في جميع ذلك.
وكذلك الباقي.
فإن قيل: فما الفرق بين معنى «صه» و «صه»؟ . فقل: صه اسم للفعل معرفة. و «صهٍ» اسم للفعل نكرة. فكأنك قلت في الأول: اسكت السكوت المعروف منك, وفي الثاني: اسكت سكوتًا ما.
وكذلك الباقي يفسر هذا التفسير.
وكل ما رأيته مبنيًا على السكون كصه ومه فعلى الأصل, وما بني على حركة كإيه وأف ولغاتها فلالقتاء الساكنين. [فمن كسر فعلي أصل التقاء الساكنين] , ومن فتح فلطلب الخفة, ومن ضم فللاتباع. ومن خفف فقال «أف» فلاستثقال التضعيف, ومن قال «أفي» - وأمال - فلأن الألف رابعة, وهي اسم, فجاز إمالتها كحبلى وغيرها.

الصفحة 185