كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 1)

الممدودة, لأنها التي كانت مقصورة فمدت لما وقع قبلها ألف المد.
وأما قولنا: «ومنها حرفان للتنفيس, وهما السين وسوف».
وقد ذكرناهما والفرق بينهما فلا معنى لاعادتهما. إلا أنك لو سميت / رجلًا [44] بسوف لأعربت ولم تزد على الكلمة شيئًا سوى الإعراب, فتقول: جاءني سوف. ورأيت سوفًا, ومررت بسوفٍ. ولو سميت رجلًا بالسين من «سيقوم» لاحتجت إلى زيادتين تزيدهما على الكلمة, لأنه لا يكون اسم معرب على حرف واحد, فيجري فمجرى التسمية بالفاء [التي] للعطف, ولام الابتداء. فتقول: جاءني فاء ولاء وساء. لأن السين المستعملة من «سيقوم» ليست هي السين من «سوف» , لأن الحروف لا تصريف فيها, بل لكل حرف منها حكمه على ما تقتضيه الأصول. وهذا شيء عرض.
***
وأما قولنا: «ومنها حرفان لتأكيد الفعل, وهما النونان الشديدة والخفيفة». فقد ذكرا في فصل الأفعال وحكمهما وحكم ما قبلهما.
***
وأما قولنا: «ومنها حرف للتعريف. وهو اللام عند سيبويه, والألف واللام عند الخليل».
فإن هذه مسألة خلاف عند سيبويه رحمه الله, يقول: إذا قلت: الرجل والغلام, فالتعريف إنما هو باللام وحدها, والهمزة إنما دخلت توصلًا إلى النطق

الصفحة 271