كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 2)

استغفر الله ذنبًا لست محصيه ... رب العباد إليه الوجه والعمل
وقال الآخر:
أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ... فقد تركتك ذا مال وذا نشب
أي أمرتك بالخير. وأما قول الشاعر:
أستغفر الله غفار الذنوب لما ... قدمت من عمل لم يرضه الله
فإن المفعول الثاني «من عمل» في موضع نصب متعلق باستغفر تعلق المفعول به. وإن جعلت «من» متعلقة بقدمت لا باستغفر كان «لما قدمت» في موضع المفعول الثاني.
فإذا كان كذلك فكل هذه الأقسام تتساوى في عمل الفعل في المفعولين.
وإذا تساوت في العمل فيهما فإنها تعمل فيهما على كل وجه, متقدمة عليهما, أو متوسطة بينهما, أو متأخرة عنهما. مثل الأول: أعطيت زيدًا درهمًا. ومثال الثاني: زيدًا أعطيت درهمًا. ومثال الثالث: زيدًا درهمًا أعطيت. وإنما لم يجز الإلغاء في هذا كله كما جاز فيما تقدم لأنه ليس يبقى بعد الإلغاء كلام تام, لأن زيدًا ليس بالدرهم, ولا الدرهم بزيدٍ. وإنما تلغى إذا بقي ماله معنى, وليس

الصفحة 361