كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 2)

ومن أصحابنا من غلب عليهما حكم الفعلية لأن حب عمل في «ذا» الرفع كما يعمل كل فعل في فاعله, وللبداية به أيضًا فكان بالتغليب أولى, وإذا كان بتغليب الفعلية أولى كان الاسم الأخير فاعل حبذا. والكلام كله على هذا الوجه فعل وفاعل, وعلى الذي قبله مبتدأ وخبر. وفيهما من بعد ذلك وجهان آخران, أن تكون «حب» على حالها فعلًا, و «ذا» على حالها اسمًا لا يغلب أحدهما على الآخر. فيكون الاسم الأخير إما مبتدأ, وإما خبر مبتدأ, على حد نعم الرجل زيد.
وأصل حب حبب, ببائين, بوزن فعل, بدليل قولهم: حببت, فسكن وأدغم, لأن فعل قد كثر في باب نعم [وبئس] , وعليه حمل قوله تعالى (كبرت كلمة تخرج من أفواههم) , أي كبرت الكلمة كلمة كلمة تخرج من أفواههم, فالكلمة الأولى فاعلة, والكلمة الثانية تمييز, والكلمة الثالثة المقصودة بالذم مرفوعة بالابتداء. و «تخرج من أفواههم» جملة في موضع رفع نعت لها, كأنه قال: كلمة خارجة من أفواههم.
وإذا وقع الاسم بعد حبذا منصوبًا نظر فإن كان جنسًا, مثل: حبذا رجلًا, وحبذا امرأة, قيل هو تمييز مقدر بمن. ومتى كان المنصوب مشتقًا مثل: حبذا

الصفحة 384