كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 2)

وينبغي أن تعرف ما ينقص به اسم الفاعل واسم المفعول عن الفعل في العمل. وجملته أربعة أشياء. منها أن اسم الفاعل لا يعمل إذا كان لما مضى, [والفعل يعمل على كل حال]. ومنها أنه لا يعمل أو يعتمد على شيء قبله. والاعتماد أن يكون خبرًا لمبتدأ, أو صفة لموصوف, أو صلة لموصول, أو حالًا لذي حال, أو معتمدًا على ألف الاستفهام / أو «ما» النافية. فمثال الاعتماد على المبتدأ قد مثل من قولك: هذا ضارب زيدًا. ومثال اعتماده في الصفة: نظرت رجلًا ضاربًا زيدًا. ومثال اعتماده في الصلة: نظرت الضارب زيدًا. ومثال الحال: نظرت زيدًا ضاربًا عمرًا. ومثال الهمزة: أضارب زيدٌ عمرًا, فضارب رفع بالابتداء, وزيد فاعل, وعمرو مفعول به. كأنك قلت: أيضرب زيد عمرًا, لأن الاستفهام يطلب الفعل. فقد سد الفاعل في هذه المسألة مسد خبر المبتدأ. وكذلك في النفي: ما ضارب زيدٌ ع مرًا, على هذا التفسير. فإن جعلت «ضاربًا خبرًا مقدمًا لـ «زيد» كان في ضمير يرجع إلى «زيد» وتثنيه وتجمعه, وكان من الاعتماد الأول. وليس فيه ضمير إذا رفعته بالابتداء, وجعلت «زيدًا» مرفوعًا به, ولذلك لا تثنيه ولا تجمعه. والنقصان الثالث أن اسم الفاعل إذا أجرى على غير من هو له برز الضمير, بخلاف الفعل, كقولك: زيد هنا ضاربها هو. فزيد مبتدأ, وهند مبتدأ ثان, وضاربها خبر عن هند. وليس الفعل لهند, وإنما هو لزيد, فقد جرى على غير من هو له فبرز الضمير. ولو كان فعلًا لم يبرز, مثل: زيد هند يضربها, لأن في

الصفحة 389