كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 2)

(ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقًا من السموات والأرض شيئًا) , أي: أن رزقهم شيئًا.
ومتى حذف التنوين أضيف, وكانت إضافته حقيقية. فيضاف تارة إلى الفاعل, وتارة إلى المفعول. مثاله: يعجبني علم زيد خبرك, وعلم خبرك زيد. ولو كان «العلم» مصدر فعل ما لم يسم فاعله لما احتجت إلى مفعول, مثل: يعجبني علم خبرك, أي: أن علم خبرك. وهذا كثير في كتاب الله سبحانه, أعني إضافة المصدر تارة إلى الفاعل, وتارة إلى المفعول, ومثل: (ولولا دفاع الله الناس) , فهذا مضاف إلى الفاعل, و «الناس» مفعول. ومثل: (لا يسأم الإنسان من دعاء الخير) , فهذا مضاف إلى المفعول, أي: من أن دعا الخير.
ومثل: (وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة). ونحوه.
ومتى دخلت الألف واللام على المصدر كان حكمه حكم المنون. وظهر إعراب الفاعل والمفعول به, مثل: يعجبني العلم زيد خبرك, وبطل الجر. لأنك لا تجمع بين الألف واللام والإضافة في باب المصدر, لأن إضافته حقيقية. فهذه ثلاثة أوجه تجوز أبدًا في إعمال المصدر, أعني إثبات التنوين, والإضافة, وإدخال الألف واللام. فقس عليه فإنه كثير واسع.

الصفحة 394