كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 2)

مثل: هذا ضربي وضربك زيدًا, وأنت تريد أن «زيدًا» منصوب بـ «ضربي» الأول. وغير ذلك من الفروق التي يطول شرحها, وقد ذكرنا ما تحتاج إليه منها.
ويدل على أن هذه المصادر تجري مجرى أفعالها في التعدي أن ما تعدى منها إلى واحد تعدى [المصدر] إلى واحد, وما تعدى إلى اثنين, أو ثلاثة, أو بحرف جر, فعلى هذه القضية. مثال الواحد: ضرب زيدٍ عمرًا يعجبني, ومثال الاثنين: علم زيد عمرًا قائمًا يعجبني, ومثال الثلاثة: إعلام زيد عمرًا بكرًا قائمًا يعجبني. ومثال المتعدي بحرف جر: مرورك بزيد يعجبني. وكذلك كل المصادر من كل فعل يتعدى أو لا يتعدى. ولكنه كله مقدر بأن والفعل. وذلك الفعل إن شئت قدرته ماضيًا, وإن شئت قدرته مستقبلًا, وإن شئت قدرته أمرًا. لأن المصدر ينسبك من جميع ذلك. فاعرف ذلك, واعرف النقصانات [والتفصيلات] والمخالفات, وأنه لا يجوز أن ينعت المصدر ولا يتبع بتابع من التوابع إلا بعد تمامه بصلته. لا يجوز أن تقول: يعجبني ضربك الشديد زيدًا, لأن «الشديد» من نعت المصدر, والمصدر لا ينعت قبل أن يتم معموله. والصواب: يعجبني ضربك زيدًا الشديد. وكذلك العطف كله, والبدل كله, والتأكيد كله. لا يجوز شيء منه إلا بعد التمام. والإشارة تغني عن الإطالة في الأمثلة. والكلام على المصدر ينبغي أن يتقدم على الكلام على الصفة المشبهة بأسماء الفاعلين, لأن عمل المصدر أقوى من عمل الصفة. ولكنه وقع على غير ما

الصفحة 396