كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 2)

لأن تأخيره يؤدي إلى الفصل بين «أحب» وما يتعلق به بأجنبي, وهو «الصوم». وتقديمه مما يؤدي إلى الإضمار قبل الذكر, لأنه عائد على «الصوم». ولما بطل ذلك ارتفع «الصوم» بأحب. فـ «ما» حرف نفي, لا تخلو من أن تكون حجازية أو تميمية. و «من أيام» في موضع رفع بـ «ما» على الحجازية, أو بالابتداء على التميمية لأن «من» زائدة, تقديره: ما أيام أحب. و «أحب» أن جعلته صفة لأيام جاز, وكانت الفتحة في «أحب» علامة الجر, وكان خبر «ما» أو الابتداء محذوفًا للطول. لأن جميع ما بعد «أحب» متعلق بأحب تعلق المعمولات به, أو بما يتعلق به كأنه قال: ما من أيام أحب إلى الله من كذا وكذا.
فهذا بيان هاتين المسألتين اللتين في فصل الصفة المشبهة باسم الفاعل.

الصفحة 401