كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 2)

الاسمين في الإعراب دون المعنى بحسب معاني الحروف, مثل: جاءني زيد أو عمرو, أي أحدهما. وكل هذا قد بين في فصل الحروف. وإنما ذكرنا ها هنا أمثلة ذلك, وهو عطف المرفوع على المرفوع, والمنصوب على المنصوب, والمجرور على المجرور, والمجزوم على المجزوم, ولا تختلف في شيء من ذلك.
و«إما» وحدها تختص بالتكرير. «ولكن» تختص بالنفي, و «لا» [تختص] بالإيجاب. و «حتى» تختص بالجنس, وعطف قليل على كثير. و «أم» تختص بالاستفهام, والمعادلة للهمزة. وكل ذلك قد أشير إليه في فصل الحروف, ولا فائدة في إعادته والإطالة.
وكذلك كلها تشترك في عطف الظاهر على الظاهر. مثل: جاء زيد وعمرو, والمضمر على المضمر مثل: رأيتك وإياه. [وعطف المضمر على الظاهر مثل: رأيت زيدًا وإياك]. وعطف الظاهر على المضمر مثل: رأيتك وزيدًا. إلا أن يكون مضمرًا مرفوعًا أو مجرورًا فإنه يحتاج مع ضمير المرفوع إلى تأكيد, مثل: قمت أنا وزيد. ويحتاج مع ضمير المجرور إلى إعادة الجار, مثل: مررت به وبزيد. ولا يجوز: مررت به وزيد إلا في الشعر كما قال:
فاليوم قد بت تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك والأيام من عجب
وكذلك يجوز مع المرفوع في الشعر كما قال:
قلت إذ أقبلت وزهر تهادى ... كنعاج الملا تعسفن رملا

الصفحة 430