كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 2)

والمذهب الأول أقيس, لما تقدم من أن الهمزة المتحركة الساكن ما قبلها تذهب في التخفيف من اللفظ أبدًا, فكذلك ينبغي أن تذهب صورتها.
وإن كان ما قبل الهمزة متحركًا رجع إليها في نفسها ونظرت حركتها, فإن كانت فتحة دبرها حركة ما قبلها, مثل: جؤن ومئر وسأل, لأن الفتح أخو السكون, وإذا كان أخاه في الخفة تدبرت الهمزة بما قبلها, فلذلك كانت واوًا في [مثل]: جؤن ويؤاخذ ويؤخر. وياء في مثل: مئر ومة وفئة. وألفًا في مثل: سأل وجأر. لكن هذه المفتوحة المفتوح ما قبلها لا يكون تخفيفها إلا بين بين, بخلاف المفتوحة المضموم ما قبلها أو المكسور فإنها لا تكون بين بين, وإنما تكون مبدلة على [حد] حركة ما قبلها.
وإن كانت حركة الهمزة غير فتحة من ضم أو كسر دبرها أبدًا حركة نفسها. فكتبت واوًا إذا انضمت, وياء إذا انكسرت. وذلك قولك في المضمومة: قد لؤم الرجل, وفي المكسورة: قد سئل. لأنها لو خففت لكانت على هذا الأصل, وهو جعلها بين بين, فتكون مع الضمة بين الهمزة والواو في «لؤم» , وبين الهمزة والياء / في «سئل».
وإن كانت الهمزة متطرفة كتبت أبدًا على حركة ما قبلها, سواء تحركت أو سكنت, نحو: قد قرأ, بالألف, ولن يقرأ, وهو يقرأ, وهو يقريء,

الصفحة 452